حفظة القرآن الكريم هم الثروة الحقيقية التي تتباهى بها قرية هيكل التابعة لمركز إدفو، حيث شهدت الأيام الماضية تظاهرة إيمانية واجتماعية فريدة عكست مدى ارتباط أهالي صعيد مصر بكتاب الله عز وجل؛ فاجتمع الصغار والكبار في مشهد مهيب يرتدون ملابس بيضاء ناصعة تعبر عن النقاء والسكينة التي يغرسها حفظة القرآن الكريم في نفوس من حولهم بكل فخر واعتزاز.
مظاهر الاحتفاء بجهود حفظة القرآن الكريم في إدفو
تجاوز عدد المكرمين في هذه الاحتفالية حاجز المائتين وخمسين طالبًا وطالبة من مختلف الأعمار، حيث بدأت الفئات العمرية المشاركة من سن الرابعة وصولًا إلى الشباب الذين أتموا حفظ وتجويد آيات الذكر الحكيم؛ وقد جاء هذا التكريم بعد اختبارات دقيقة وشاملة خضع لها أكثر من ستمائة متسابق لفرز الأداء الأجود وتحديد المستويات المستحقة للاحتفاء، مما جعل هؤلاء الحافظين يظهرون كنماذج مشرفة قادرة على تمثيل القرية في المحافل الكبرى؛ خاصة وأن التنظيم اعتمد على جهود ذاتية بادر بها شباب القرية بروح من التعاون والمحبة لخدمة حفظة القرآن الكريم وتوجيه رسالة قوية حول أهمية التربية الدينية في بناء الأجيال الجديدة.
| فئة التكريم | نوع الجائزة الممنوحة |
|---|---|
| المراكز الأولى | مبالغ مالية تشجيعية |
| كافة الناجحين | نسخ من المصحف الشريف |
| طلاب الأداء المتميز | دروع وبراويز تذكارية |
| جميع المشاركين | شهادات تقدير رسمية |
آلية تنظيم ودعم حفظة القرآن الكريم بالجهود الذاتية
اعتمدت الرحلة التي خاضها حفظة القرآن الكريم للوصول إلى منصة التتويج على تكاتف أهالي القرية الذين جمعوا المساهمات المالية اللازمة لتوفير الجوائز، حيث تهدف هذه الخطوة إلى تحفيز بقية الأطفال الذين لم يحالفهم الحظ هذا العام للاستمرار في المراجعة والحفظ؛ وتنوعت مظاهر الدعم التي قدمها المجتمع المحلي لتشمل العناصر التالية:
- جمع مبالغ مالية عبر مساهمات طوعية من عائلات القرية.
- تطوع مجموعة من الشباب لتنظيم الحفل والإشراف على دخول الحضور.
- اختيار نخبة من المحفظين لإجراء الاختبارات بكل حيادية ونزاهة.
- تجهيز ساحة واسعة لاستيعاب مئات الأسر التي جاءت لتشهد اللحظة.
- التواصل مع الكتاتيب المختلفة لضمان تمثيل كل طلاب العلم في النطاق الجغرافي.
تأثير التكريم على معنويات حفظة القرآن الكريم وأسرهم
انعكس المشهد الجمالي الذي رسمه حفظة القرآن الكريم بملابسهم البيضاء على الحالة النفسية العامة في المركز، إذ شعر الآباء والأمهات بجني ثمار سنوات من التعب والمتابعة داخل الكتاتيب لضمان حفظ أبنائهم للقرآن الكريم بطريقة صحيحة؛ ولم يقتصر الفرح على الفوز المادي بل امتد ليشمل الشعور بالرضا الديني والمكانة الاجتماعية التي يحظى بها حفظة القرآن الكريم في وجدان أهالي أسوان، حيث أصبحت القرية قدوة للمناطق المجاورة في كيفية رعاية وتثمين مجهودات الناشئة الذين يحملون نور العلم داخل قلوبهم.
تجسد هذه الفعاليات عمق القيم الأصيلة التي لا تزال تنبض في قلب الريف المصري، حيث يظل تقدير حفظة القرآن الكريم يتصدر المشهد الاجتماعي بكل بهاء؛ فلم تكن مجرد احتفالية لتوزيع الجوائز بل كانت رسالة اعتزاز بهوية جيل ينشأ على القيم السامية، مؤكدة أن الاستثمار في بناء العقول والأرواح سيظل دائما هو الطريق نحو غد أفضل.