تخطي إلى المحتوى الرئيسي

بعد 400 عام.. الدنمارك توقف خدمة البريد الورقي وتنتقل إلى النظام الرقمي الجديد

بعد 400 عام.. الدنمارك توقف خدمة البريد الورقي وتنتقل إلى النظام الرقمي الجديد
A A

الرسائل الورقية في الدنمارك تودع خدماتها العامة بعد مسيرة حافلة استمرت لنحو أربعمائة عام من العمل المتواصل؛ حيث أعلنت السلطات الدنماركية رسميا إيقاف الخدمات البريدية التقليدية التي تقدمها شركة بوست نورد الحكومية، ويأتي هذا التحول الجذري استجابة للتغيرات التكنولوجية الكبيرة التي جعلت من المراسلات المادية جزءا من الماضي الجميل الذي لا يتماشى مع سرعة العصر الرقمي الحالي.

تحولات جذرية تلغي دور الرسائل الورقية التقليدي

تعتبر الدولة الدنماركية من أكثر المجتمعات تقدما في استخدام الحلول الرقمية؛ الأمر الذي دفع شركة بوست نورد إلى اتخاذ هذا القرار الصعب الذي يقضي بإزالة نحو ألف وخمسمائة صندوق بريد أحمر كانت تمثل هوية بصرية للمدن الدنماركية، وبدءا من مطلع العام بعد القادم ستختفي تلك الصناديق التي شهدت على ملايين القصص والرسائل الورقية المتبادلة بين المواطنين طوال قرون؛ مما يفتح المجال واسعا أمام الشركات الخاصة لتولي المهمة بشكل محدود وضمن نطاق تجاري مختلف تماما عما كان معهودا في السابق؛ حيث تراجعت كمية الرسائل المرسلة بشكل حاد منذ بداية الألفية الثالثة.

أسباب تراجع الاعتماد على المراسلات المادية

ثمة أسباب جوهرية دفعت نحو هذا القرار الذي اتخذته شركة بوست نورد التي بدأت خدماتها في عام ألف وستمائة وأربعة وعشرين؛ حيث نجد أن التحول نحو الرقمنة الشاملة في الدنمارك لم يترك مجالا كبيرا لبقاء الرسائل الورقية كوسيلة تواصل أساسية بين الأفراد أو المؤسسات، ويمكن تلخيص الدوافع فيما يلي:

  • الاعتماد الكلي من قبل الحكومة والمواطنين على البريد الإلكتروني الحكومي الآمن.
  • ارتفاع التكاليف التشغيلية المرتبطة بنقل وتوزيع الطرود الورقية البسيطة.
  • تناقص أعداد المستخدمين الفعليين لخدمات البريد العام بشكل مستمر سنويا.
  • الرغبة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن حركة المركبات المخصصة لجمع البريد.
  • توفر بدائل تقنية فورية تضمن وصول المعلومة في أجزاء من الثانية.

تأثيرات غياب الرسائل الورقية على المجتمع الدنماركي

  • البديل المقترح
المجال التفاصيل
البنية التحتية إزالة 1500 صندوق بريد أحمر من الشوارع
الموعد النهائي التوقف الكامل في الأول من يناير عام 2026
استخدام خدمة بريدية خاصة تُعرف باسم داو

لن يجد الدنماركيون خيارا سوى التوجه نحو القطاع الخاص أو الاعتماد الكامل على المنصات الإلكترونية لإرسال المكاتبات الرسمية أو الشخصية بعد زوال نظام البريد العام؛ إذ إن الرسائل الورقية لم تعد تلبي احتياجات مجتمع ينجز كافة معاملاته عبر التطبيقات الذكية، وقد أوضحت التقارير الإخبارية أن شركة داو ستكون هي الوجهة الجديدة لمن يرغب في الحفاظ على هذا التقليد الكلاسيكي وإرسال الخطابات المادية، وهذا التغيير الهيكلي في بنية الخدمات العامة يعكس بوضوح كيف تفرض التكنولوجيا واقعا جديدا يتجاوز العادات الموروثة ولو كانت بعمر أربعة قرون من الزمن.

يمثل هذا القرار نهاية حقبة تاريخية طويلة ارتبطت فيها هوية الدنمارك بصناديق البريد الحمراء والرسائل المكتوبة بخط اليد؛ لتصبح تلك الوثائق مجرد ذكريات محفوظة في المتاحف أو لدى هواة جمع المقتنيات، بينما يمضي المجتمع نحو مستقبل رقمي خالص ينهي تماما سطوة الرسائل الورقية في التعاملات اليومية المعتادة.

مشاركة: