تخطي إلى المحتوى الرئيسي

بشرى للمؤمنين.. دعاء استهلال السنة الجديدة الذي يحفظ قائله بحراسة ملكين طوال العام

بشرى للمؤمنين.. دعاء استهلال السنة الجديدة الذي يحفظ قائله بحراسة ملكين طوال العام
A A

دعاء أول يوم في السنة يمثل بداية روحية يبحث عنها الكثير من المسلمين مع إشراقة العام الجديد؛ حيث يتطلع المؤمن إلى استفتاح أيامه بكلمات تملأ قلبه بطمأنينة السكينة وتربطه بخالقه في كل وقت وحين، وقد أورد علماء الأمة أن هذا الدعاء المأثور يجلب معونة الله وحفظه للعبد من وساوس الشيطان ومكائد النفس طوال العام.

مشروعية تخصيص دعاء أول يوم في السنة

يعتبر التوجه إلى الله بكلمات محددة في مطلع العام من الأمور التي جرى عليها عمل الصالحين عبر القرون؛ إذ أكدت دار الإفتاء أن تخصيص يوم معين بعبادة أو دعاء جربه أهل العلم هو أمر جائز شرعا ولا ضير فيه، فالأصل في العبادات المطلقة هو السعة في الوقت والمكان ما لم يعتقد القائل أنها سنة نبوية ثابتة بنص قطعي، وقد توارث علماء المذاهب الفقهية المختلفة هذا النهج في تحفيز الناس على ذكر الله تزامنا مع المتغيرات الزمنية والمواسم المتجددة، وبناء على ذلك فإن دعاء أول يوم في السنة يدخل ضمن باب المداومة على الخير الذي حث عليه الإسلام؛ لضمان عدم غفلة النفس وسط انشغالات الحياة الدنيا ومباهجها التي تزداد في مناسبات الاحتفال.

أهمية دعاء أول يوم في السنة وأثره الروحي

تحمل الكلمات المأثورة في طياتها معاني الالتجاء التام للقوة الإلهية طلبا للعصمة من الشيطان ومن شرور النفس الأمارة بالسوء التي قد تهلك صاحبها إذا لم يتداركه الله برحمته؛ حيث ورد عن أئمة الحنابلة قديما أن من واظب على دعاء أول يوم في السنة يئس الشيطان من غوايته ووكل الله به ملكين يحرسانه، ويمكن تلخيص أبرز ملامح هذا الدعاء والفوائد المرجوة منه عبر النقاط التالية:

  • طلب الأمان من فتن الشيطان وحزبه طوال شهور العام.
  • الاستعانة بالله على كبح جماح النفس وتوجيهها نحو الطاعات.
  • الانشغال بالأعمال التي تقرب العبد من ربه وتزكي روحه.
  • تجديد النية في بداية الدورة الزمنية لتحسين السلوك والعبادة.
  • تحقيق التوازن بين متطلبات الدنيا وواجبات الآخرة.
العنصر التفاصيل الروحية في دعاء أول يوم في السنة
العصمة التحصن بالله من الشيطان الرجيم وأعوانه
النفس طلب العون على مجاهدة النفس الأمارة بالسوء
الهدف الاشتغال بما يحقق القرب من الله والرضوان

الرد على منكري صيغة دعاء أول يوم في السنة

تعد الادعاءات التي تصف التزام الناس بهذه الأذكار بالبدعة من الآراء التي تضيق واسعا وتخالف منهج كبار علماء الأمة الذين وثقوا هذه الأدعية في كتب محدثي المالكية والحنابلة، فالحق أن الاستمرار في دعاء أول يوم في السنة يسهم في تحويل الأوامر الشرعية العامة إلى برامج عملية يومية تمنع المسلم من الوقوع في فخ النسيان؛ إذ لم يدع أحد أن هذه الألفاظ وردت بنص نبوي مسند بل هي من مجربات الصالحين التي استحسنها الفقهاء لنفعها العظيم، فالمداومة على العمل الصالح هي أحب الأعمال إلى الله كما ورد في صحيح السنة؛ ومن ثم فإن الحث على تركها بدعوى عدم الورود هو الذي يفتح بابا للجفاء الروحي والبعد عن الذكر في أوقات يكون فيها الإنسان أحوج ما يكون إلى تثبيت قلبه ويقينه.

إن التمسك بهذه الأدعية المأثورة يعكس عمق الارتباط بالتراث الإسلامي الأصيل الذي وضعه الأئمة الهداة لضبط إيقاع حياة المسلم؛ مما يمنحه حصانة قوية ضد التيارات المتشددة التي تسعى لإفراغ المناسبات من محتواها الإيماني الصادق، فالله يحب العبد الذي يذكره في كل حال.

مشاركة: