انهيار حلم اليمن الموحد يمثل فصلاً تراجيدياً في التاريخ المعاصر، حيث استعرض القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي مسببات هذا التداعي بعد مضي أربعة عقود على تحقيقه؛ مشيراً إلى أن ما جرى لم يكن مجرد إخفاق سياسي عابر بل نتيجة تداخلات معقدة استنزفت جسد الدولة الذي سعى طويلاً للالتئام.
الأسباب الكامنة وراء انهيار حلم اليمن الموحد
يوضح التحليل العميق الذي قدمه الرصابي أن الوحدة التي أعلنت في مايو 1990 كانت تجسيداً لالتحام الجغرافيا والتاريخ بعيداً عن التقسيمات الاستعمارية؛ لكن الأزمات المتعاقبة حولت هذا الإنجاز إلى ساحة للصراعات المستمرة التي أضعفت بنية النظام السياسي. ويرى الخبير أن الانبعاث من جديد يتطلب فهم الدروس القاسية التي أدت إلى انسداد الأفق الوطني، حيث تأثرت الدولة بالحروب التي طالت النسيج الاجتماعي والمكتسبات التي تحققت بجهود أجيال من المناضلين في الشمال والجنوب؛ مما خلف حالة من التشتت والضياع في الهوية الوطنية الجامعة.
تحديات أعاقت استمرار حلم اليمن الموحد
تظافرت مجموعة من العوامل التي أدت إلى تآكل المشروع الوحدوي، ويمكن تلخيص أبرز تلك التحديات في النقاط التالية:
- الحروب العبثية التي تسببت في استنزاف الموارد الاقتصادية والبشرية للبلاد.
- الأجندات الخارجية التي تسعى لفرض حدود جديدة قائمة على التفتيت والفرقة.
- تراجع الاهتمام بإرث ثورتي سبتمبر وأكتوبر أمام المصالح الضيقة والمناطقية.
- هيمنة المشاريع الصغيرة التي تقتات على حساب السيادة الوطنية والمصالح العليا.
- ضياع الوعي الجمعي بمبادئ الشراكة الحقيقية والحقوق المتساوية بين المواطنين.
مسارات استعادة حلم اليمن الموحد في المستقبل
على الرغم من المشهد القاتم والهيمنة الحالية للمشاريع المناطقية، إلا أن التاريخ يثبت قدرة الشعب على تجاوز عثراته، إذ يؤكد الرصابي في مرجعه الفكري أن حلم اليمن الموحد لا يزال يمتلك مقومات البقاء بفضل الإرادة الشعبية الكامنة. وتأتي أهمية الوعي بموجبات الوحدة كركيزة أساسية لقطع الطريق على التدخلات الإقليمية التي تذكي نيران الانقسام.
| المرحلة التاريخية | الوضع السياسي |
|---|---|
| مايو 1990 | إعلان الوحدة والاندماج التاريخي |
| المرحلة الراهنة | تحديات التفتيت والصراعات المسلحة |
| المستقبل المأمول | الانبعاث واستعادة السيادة الوطنية |
تظل القدرة على النهوض من تحت الرماد ميزة أصيلة في الهوية اليمنية التي ترفض البقاء في عصور ما قبل الدولة؛ فالشعب الذي حقق المستحيل سابقاً يمتلك مفاتيح التغيير لتجاوز مشاريع التفتيت الحالية وإعادة بناء كيان مهاب يستوعب الجميع ويحفظ للأرض كرامتها واستقلالها بعيداً عن الإملاءات.