صيام أول أيام شهر رجب يعد من المسائل التي يحرص المسلمون على استيضاح حكمها الشرعي مع اقتراب الأشهر الحرم؛ إذ تسعى دار الإفتاء المصرية دوماً لتوضيح القواعد الفقهية المرتبطة بالعبادات الموسمية؛ مؤكدة أن التقرب إلى الله بالصوم في هذا التوقيت يندرج تحت عموميات العمل الصالح الذي لا يمنعه الشرع.
رؤية دار الإفتاء حول صيام أول أيام شهر رجب
أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تخصيص العبادات في الأشهر الحرم يعتمد على مشروعية جنس العمل نفسه؛ فمن أراد التطوع بالصوم في بداية هذا الشهر فله ذلك دون حرج شرعي؛ لأن الأصل في العبادات هو الإباحة والندب ما لم يرد نص صريح بالمنع؛ وبالرغم من عدم وجود أحاديث تخصص رجب بصيام معين إلا أن جنس الصيام يبقى من أجل القربات التي يثاب عليها العبد في سائر الأوقات؛ خاصة وأن شهر رجب يقع ضمن منظومة زمنية تسبق شهر رمضان المبارك وتؤهل النفس لاستقباله.
علاقة صيام أول أيام شهر رجب بالسنة النبوية
تشير المصادر الفقهية المعتمدة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع أحداً من التطوع بالصيام في هذا الشهر؛ بل كان يحث على الطاعات في الأوقات التي قد يغفل فيها الناس عن العبادة؛ حيث تبرز الأهمية الدينية لهذه الفترة من خلال النقاط التالية:
- تحفيز النفس على الانضباط السلوكي والروحي قبل حلول شهر رمضان.
- الحصول على الأجر المترتب على صيام التطوع كما ورد في الأحاديث القدسية.
- اغتنام فضل الأشهر الحرم التي عظم الله شأنها في القرآن الكريم.
- تطبيق قاعدة مشروعية العمل الصالح في الأوقات الفاضلة دون تقييد.
- تجنب النهي الشرعي الذي يقتصر فقط على أيام الأعياد وأيام التشريق.
جدول يوضح ضوابط صيام أول أيام شهر رجب والأيام المنهي عنها
| نوع اليوم | الحكم الشرعي |
|---|---|
| أول أيام شهر رجب | مستحب كجزء من عموم الصيام |
| أيام الأعياد والتشريق | يحرم الصيام فيها شرعاً |
| صيام أيام الاثنين والخميس | سنة مؤكدة في رجب وغيره |
تأثير صيام أول أيام شهر رجب على الروحانية العامة
تكمن الحكمة من إباحة صيام أول أيام شهر رجب في فتح باب الطاعة أمام المسلمين الراغبين في زيادة رصيدهم من الحسنات؛ فالصوم سر بين العبد وربه وهو العبادة الوحيدة التي نسبها الله لنفسه تشريفاً لها؛ ولذلك فإن محاولة تضييق الواسع أو منع الناس من الصيام بغير دليل شرعي يعد من الأمور التي تخالف المنهج الوسطي؛ فالمسلم يبحث دائماً عن مواسم الخير ليجدد عهده مع خالقه؛ ويعد البدء بالصوم في مطلع الشهر تحفيزاً إيجابياً يساعده على الاستمرارية في فعل الخيرات واجتناب المنكرات طوال العام.
تبقى الأبواب مفتوحة أمام الطاعات بمختلف أنواعها خلال الشهور الحرم؛ وصيام الإنسان في هذه الأيام يمثل تعبيراً عن رغبته في التزود من التقوى؛ طالما أنه يدرك أن الصيام ليس فرضاً واجباً وإنما هو نفل يبتغي به وجه الله وحده؛ بعيداً عن الجدل الذي قد يشتت القلوب عن غايتها.