الجامعة العربية أصدرت بيانا شديد اللهجة يندد بالتحركات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف تصفية الوجود الإنساني في الأراضي المحتلة؛ حيث اعتبرت المنظمة العربية أن التشريعات الجديدة تميد الطريق نحو كارثة إنسانية محققة عبر استهداف البنية التحتية الأساسية والخدمات الحيوية المقدمة لملايين اللاجئين الفلسطينيين المتضررين من النزاع المستمر منذ عقود.
تبعات قرار الكنيست ضد مكاتب الجامعة العربية والأونروا
أوضحت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن مصادقة الكنيست على قانون يقضي بقطع إمدادات الكهرباء والمياه عن مقرات وكالة الغوث يمثل حلقة جديدة في سلسلة التجاوزات القانونية؛ إذ ترى الجامعة العربية أن هذا التصعيد لا يمس السيادة الفلسطينية فحسب بل يضرب بعرض الحائط الحصانات الدولية الممنوحة للمنظمات الأممية بموجب المواثيق والأعراف الدبلوماسية المستقرة؛ مؤكدة أن هذه الخطوة التنفيذية التي دخلت حيز العمل فور إقرارها ستعطل قدرة الأطقم الميدانية على تقديم الرعاية الطبية والتعليم والخدمات اللوجستية في لحظة فارقة يحتاج فيها السكان لأدنى مقومات الحياة.
انتهاكات القانون الدولي وموقف الجامعة العربية تجاه الأزمة
ترى المؤسسات الرسمية داخل الجامعة العربية أن هذه الإجراءات تشكل تحديا مباشرا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفتوى محكمة العدل الدولية التي حددت بوضوح التزامات قوة الاحتلال تجاه المنظمات الدولية؛ حيث يترتب على سلب الحصانات والامتيازات من الوكالة الدولية تآكل في منظومة القانون الدولي الإنساني وتعميق للفجوة المعيشية التي يعاني منها اللاجئون؛ كما يبرز الجدول التالي التحولات التي طرأت على وضع المنظمة الإغاثية خلال الفترة الأخيرة:
| نوع الإجراء القانوني | الأثر المباشر المتوقع |
|---|---|
| حظر العمل الميداني | توقف الخدمات التعليمية والصحية لـ 5.9 مليون لاجئ |
| قطع المياه والكهرباء | تعطيل العمليات الإدارية واللوجستية في القدس والضفة |
| تصنيف الوكالة كمنظمة إرهابية | تجريم التعاون الدولي مع موظفي الإغاثة والأطقم الطبية |
آليات التصدي لممارسات الاحتلال من منظور الجامعة العربية
دعت الجامعة العربية القوى الدولية والمنظمات الحقوقية إلى تجاوز سياق التنديد الشفهي والانتقال إلى مرحلة الإجراءات العقابية الرادعة ضد سلطات الاحتلال لضمان استمرارية العمل الإغاثي؛ مشيرة إلى أن البدائل المطروحة لغياب الوكالة لا يمكنها سد العجز القائم في قطاع غزة والضفة الغربية لعدة أسباب جوهرية:
- الخبرة الميدانية الممتدة للوكالة منذ تأسيسها في عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين.
- القدرة على الوصول للمخيمات الأكثر تضررا وتوزيع الحصص التموينية بانتظام.
- إدارة المنشآت الطبية التي تقدم اللقاحات والرعاية الصحية الأولية للسكان.
- الإشراف على المدارس التي تستوعب مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين.
- قيادة جهود إعادة الإعمار وتوفير فرص العمل المؤقتة في مناطق النزاع.
تؤكد الجامعة العربية أن هجوم السابع من أكتوبر تم استغلاله كذريعة لتمرير قوانين كانت تهدف منذ سنوات إلى إنهاء قضية اللاجئين عبر تصفية المؤسسات الشاهدة على حق العودة؛ مما يجعل التحرك الدولي ضرورة ملحة لحماية المنظومة الأممية من الانهيار الكامل تحت وطأة القرارات الأحادية المتسارعة التي تقوض فرص السلام العادل.