وصية الفنانة سمية الألفي كانت هي الرسالة الأعمق التي تركتها أيقونة الفن المصري قبل رحيلها عن عمر ناهز اثني وسبعين عامًا؛ إذ لم يكن وداعها مجرد غياب لنجمة سينمائية بل كان فصلاً إنسانيًا مؤثرًا يرويه أبناؤها عن امرأة عاشت بقلب مفعم بالحب والرضا التام عما قدمته طوال مسيرتها الطويلة.
جوانب إنسانية في وصية الفنانة سمية الألفي
كشف عمر الفيشاوي نجل الراحلة عن تفاصيل الساعات التي سبقت الوداع مشيرًا إلى أن والدته كانت تحرص في أيامها الأخيرة على غرس مفاهيم الترابط الأخوي؛ حيث ركزت وصية الفنانة سمية الألفي على ضرورة تلاحم ولديها أحمد وعمر وعدم السماح لأي عارض من عوارض الدنيا أن يفرق بينهما أو يضعف الروابط المتينة التي تجمع شمل الأسرة؛ إذ كانت تدرك بحس الأمومة الفطري أن الأخوة هي الملاذ الحقيقي والركيزة التي يستند إليها الإنسان في مواجهة تقلبات الحياة الصعبة، وقد تجلت هذه الحالة من السلام النفسي في حمدها الدائم وشكرها لله على كل ما مرت به من تجارب فنية وشخصية جعلتها في حالة تصالح تام مع فكرة الغياب والرحيل الهادئ.
ثوابت في حياة سمية الألفي وأسرتها
| المجال | التفاصيل |
|---|---|
| العلاقة الأخوية | التمسك بالوحدة والترابط الدائم. |
| الحالة النفسية | الرضا التام والسلام الداخلي العميق. |
| العلاقة الأسرية | الحفاظ على لقاء أسبوعي يجمع العائلة. |
| الوفاء الزوجي | صداقة وطيدة مع فاروق الفيشاوي بعد الانفصال. |
تضمنت تفاصيل الأيام الأخيرة ملامح عديدة تعكس شخصية الراحلة التي فضلت الابتعاد عن الأضواء في سنواتها المتأخرة لتتفرغ لعائلتها؛ حيث كان منزلها يفيض بالمشاعر الصادقة بعيدًا عن جلبة الشهرة ومن أهم ما ميز تلك الحقبة ما يلي:
- الإصرار على تقديم الدعم النفسي الكامل للولدين في جميع خطواتهما.
- الحفاظ على صورة الاحترام المتبادل مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي.
- تجنب تحميل الأبناء أي تبعات سلبية ناتجة عن قرار الانفصال القديم.
- الالتزام بالطقوس العائلية التي تضمن استمرار دفء المنزل وتماسكه.
- مواجهة المرض بصبر وجلد دون شكوى أو تذمر أمام المقربين منها.
أثر وصية الفنانة سمية الألفي على الأبناء
تحدث عمر الفيشاوي بوضوح عن أن وصية الفنانة سمية الألفي كانت بمثابة دستور أخلاقي يسير عليه وشقيقه أحمد خاصة في اللحظات العصيبة؛ حيث فسر الانفعالات التي طرأت خلال مراسم العزاء بأنها كانت نتاج ضغوط نفسية هائلة وفقدان لركيزة أساسية في حياتهما، موضحًا أن العلاقة التي جمعت والديه كانت نموذجًا فريدًا في الرقي والوفاء؛ فقد ظلت الراحلة تلازم رفيق عمرها فاروق الفيشاوي في رحلة مرضه ولم تتخل عنه أبدًا، وهو ما عكس نبل أخلاقها التي أرادت توريثها لولديها لضمان بقاء اسم العائلة مقترنًا بالمودة الصافية والترابط الذي لا ينقطع برحيل الأجساد.
عاش الوسط الفني حالة من الحزن العميق تأثرًا بما تركه هذا الرحيل من فراغ؛ ومع ذلك يبقى الأثر الذي خلفته وصية الفنانة سمية الألفي حيًا في سلوك ابنيها اللذين تعهدا بالحفاظ على إرثها القيمي، ومواصلة مسيرة الوفاء التي بدأتها الأم برضا وتسليم مطلق لقضاء الله وقدره في كل خطوة.