المحراث البلدي الصعيدي يجسد عبقرية الفلاح المصري الذي طوع الخشب والمعدن لخدمة الأرض منذ آلاف السنين؛ حيث يمثل هذا الجهاز التقليدي ذاكرة حية تختزن عرق المزارعين وحكايات الكفاح في حقول قنا الشاسعة التي لا تزال تعتمد على هذا الإرث في تجهيز التربة بعناية فائقة تفشل فيها الآلات الحديثة أحيانا.
مكونات المحراث البلدي الصعيدي ودوره في تهيئة التربة
يعتمد تكوين هذه الأداة التاريخية على خامات محلية بسيطة لكنها قوية ومتينة في مواجهة عوامل الزمن؛ إذ يتألف المحراث البلدي الصعيدي من عمود خشبي ضخم يمثل القوام الرئيسي والجزء الذي يربط بين القوة الدافعة وسكة الحرث.
- الحلس الخشبي الذي يتم تثبيته بدقة فوق رقاب الأبقار القوية.
- السكة المصنوعة من الخشب المدبب والمدعمة بقطع حديدية صلبة.
- الدفة التي يمسك بها المزارع ببراعة لتوجيه الخطوط والسرايب.
- العمود الرئيسي الذي يربط كافة الأجزاء بانسجام لضمان توازن الحركة.
- المقلاع أو الفرقلة لإصدار أصوات توجيهية للحيوانات دون إيذائها.
وظائف المحراث البلدي الصعيدي في المحاصيل المختلفة
تتنوع مهام المحراث البلدي الصعيدي لتشمل عمليات تقليب التربة وفج الخطوط الطولية في الحقول؛ حيث يقوم المزارعون بما يسمى قلع القور أو إعطاء الأرض وشين من الحرث لضمان تهويتها جيدا قبل البدء في وضع البذور.
| المحصول الزراعي | دور المحراث فيه |
|---|---|
| قصب السكر | الحفاظ على الجذور القديمة وتوصيل السماد للعمق | تخطيط الأرض وتنسيق المسافات بين الشتلات |
| الفول والبصل | شق الأرض بلين بعد الري لضمان نمو سليم |
القيمة الاقتصادية لاستخدام المحراث البلدي الصعيدي حاليا
يشير المتخصصون في هذه المهنة المتوارثة إلى أن تكلفة حرث فدان القصب بواسطة المحراث البلدي الصعيدي تصل إلى نحو ألفين وخمسمائة جنيه مصري؛ وهي عملية تتطلب صبرا ومجهودا عضليا كبيرا من الإنسان والحيوان معا خاصة في الصباح الباكر قبل اشتداد حرارة الشمس.
يوفر المحراث البلدي الصعيدي ميزة تنافسية كبرى عند التعامل مع زراعات قصب السكر تحديدا؛ فهو يحافظ على الجذور تحت الأرض ويضمن وصول الكيماوي والسماد العضوي إلى باطن التربة بفعالية كبيرة تساعد النبات على النمو القوي والمتزايد في كل موسم زراعي جديد يمر على حقول صعيد مصر الشاسعة.