تخطي إلى المحتوى الرئيسي

تحت الصفر بـ10 درجات.. موجة برد قاسية تضرب عدة مدن سعودية بطقس غير مسبوق

تحت الصفر بـ10 درجات.. موجة برد قاسية تضرب عدة مدن سعودية بطقس غير مسبوق
A A

الشتاء السعودي يعتبر أحد أكثر الفصول إثارة للجدل في المنطقة العربية مؤخرًا؛ إذ سجلت التقارير الرسمية مستويات برودة قياسية لم يألفها سكان شبه الجزيرة العربية من قبل؛ حيث كشفت السجلات المناخية عن وصول درجات الحرارة إلى مستويات متدنية لم تشهدها المملكة منذ عقود طويلة في المناطق الشمالية والوسطى.

تاريخية موجات البرد وأثر الشتاء السعودي في حائل

تظهر البيانات المناخية الموثقة أن الشتاء السعودي وصل إلى ذروة قسوته في شهر يناير من عام ألفين وثمانية؛ حينما سجلت مدينة حائل درجة حرارة بلغت عشر درجات تحت الصفر كأقل رقم مسجل في التاريخ الحديث؛ وهو الأمر الذي جعل تلك المدينة الصحراوية تتصدر قائمة المناطق الأكثر برودة متجاوزة بذلك مدنًا عالمية معروفة بطقسها الجليدي؛ كما لم تكن حائل الوحيدة في هذا المضمار؛ بل امتد تدني الحرارة ليشمل القريات التي سجلت تسع درجات تحت الصفر وطريف التي بلغت فيها الحرارة ثمانية تحت الصفر؛ مما يعكس تحولًا جذريًا في طبيعة المناخ الإقليمي خلال تلك الفترة الزمنية الاستثنائية.

المدينة أدنى درجة مسجلة
حائل -10 درجات مئوية
القريات -9 درجات مئوية
طريف -8 درجات مئوية
الرياض -5.4 درجة مئوية

أسباب استمرار ظاهرة الشتاء السعودي في الشمال

يفسر المختصون في الأرصاد الجوية هذه الانخفاضات الحادة بتدفق الكتل الهوائية السيبيرية نحو العمق السعودي؛ حيث تحاصر هذه الموجات المناطق المرتفعة والبعيدة عن المسطحات المائية لترفع من حدة البرودة؛ وقد أثر الشتاء السعودي بشكل مباشر على نمط الحياة اليومي والقطاعات الاقتصادية الحيوية؛ لا سيما الزراعة التي تضررت بفعل ظاهرة الصقيع التي تكررت في مدن الشمال بشكل لافت طوال الأربعين عامًا الماضية؛ مما استدعى تطوير استراتيجيات جديدة لحماية المحاصيل من آثار التجمد المتكررة؛ ويمكن رصد تأثر المناطق الشمالية من خلال الأرقام التالية:

  • تسجيل أكثر من سبعمئة وعشرين يومًا من الصقيع في مدينة طريف.
  • رصد ما يقارب خمسمئة وثمانية وثمانين يومًا من التجمد في القريات.
  • تعرض مدينة حائل لثلاثمئة وتسعة وثلاثين يومًا من البرد القارس.
  • انخفاض الحرارة دون الصفر في ثماني مدن رئيسية دفعة واحدة.
  • تأثر المحاصيل الزراعية المكشوفة في المناطق الوسطى والشمالية.

استعدادات البيئة لمواجهة تحولات الشتاء السعودي

تساهم هذه الأرقام التاريخية في بناء قاعدة بيانات رصينة لمواجهة تقلبات الشتاء السعودي وتعزز من قدرة الجهات المعنية على التنبؤ بالموجات القادمة؛ إذ إن فهم الماضي المناخي يساعد في تقدير حدة الظواهر الجوية المتطرفة التي قد تضرب المنطقة مجددًا؛ ويظل السؤال حول إمكانية كسر الأرقام القياسية السابقة قائمًا مع استمرار التغيرات التي تطرأ على المناخ العالمي بصفة مستمرة.

تعد الأرقام المسجلة في مدينة حائل وما جاورها من المناطق الشمالية شاهدًا حيًا على قسوة الشتاء السعودي الملحوظة؛ وهي تدفع الباحثين لمزيد من التحليل حول طبيعة الموجات السيبيرية وتأثيرها على سكان الصحراء؛ ومع تزايد حدة التقلبات الجوية يبقى الرهان على أنظمة الرصد الحديثة لتفادي أخطار البرودة الشديدة.

مشاركة: