انفصال جنوب اليمن يبرز اليوم كعنوان عريض لمرحلة سياسية مفصلية تتشكل ملامحها في المشهد اليمني المعقد؛ حيث أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي استعداده الكامل لاتخاذ خطوات حاسمة نحو السيادة الذاتية وإدارة الموارد بعيدًا عن المركزية؛ مؤكدًا أن الجمود الفني والإداري في المؤسسات الرسمية لم يعد مقبولًا في ظل التحديات الراهنة التي تعصف بالبلاد.
دوافع المطالبة بقرار انفصال جنوب اليمن في الوقت الراهن
تأتي التحركات الرامية إلى تحقيق انفصال جنوب اليمن نتيجة تراكمات سياسية أدت إلى تعطل لغة الحوار والتشاور داخل مجلس القيادة الرئاسي؛ حيث وجهت قيادات جنوبية انتقادات حادة لآلية اتخاذ القرار الفردي وتجاهل الشراكة الوطنية التي نصت عليها الاتفاقيات السابقة؛ مما دفع القوى على الأرض للبحث عن تأمين ذاتي يحمي المكتسبات التي تحققت عسكريًا في عدن وغيرها من المحافظات الحيوية؛ معتبرين أن استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل عام 1990 باتت ضرورة لإنهاء حالة الفوضى الإدارية وضمان حقوق السكان في إدارة ثرواتهم ومؤسساتهم الأمنية والمدنية بشكل مستقل.
تأثيرات انفصال جنوب اليمن على توازنات القوى العسكرية
يمثل التوجه نحو انفصال جنوب اليمن إعادة صياغة لخارطة المواجهات العسكرية ضد الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة؛ إذ ترى القيادة الجنوبية أن ترتيب البيت الداخلي وبناء مؤسسات أمنية قوية هو المنطلق الأساسي لتأمين الممرات البحرية الدولية وحماية المنطقة من التدخلات الخارجية؛ فضلًا عن تعزيز الجبهات القتالية ضد الحوثيين عبر تحويل الثقل العسكري نحو حماية الحدود الجنوبية أولًا.
- تحرير العمل الإداري والمؤسسي من قيود المركزية المتعطلة.
- إنشاء منظومات أمنية متكاملة لمكافحة الإرهاب في المحافظات الشرقية.
- تفعيل اتفاق الرياض كقاعدة للانطلاق في إدارة الملفات الخدمية.
- حماية الموارد الوطنية وتوجيهها لتحسين معيشة المواطن الجنوبي.
- تأمين الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن بفاعلية أكبر.
أبعاد قضية انفصال جنوب اليمن والواقع الميداني
تشير التطورات الميدانية إلى أن سعي القوى المحلية نحو انفصال جنوب اليمن يعتمد على سيطرة فعلية واتفاقات سياسية تسعى لتثبيت استقرار المحافظات وتأمينها من اختراقات تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي؛ وهو ما يتطلب شريكًا سياسيًا قويًا يمتلك الرؤية والإرادة لإدارة الأراضي والموارد بكفاءة عالية.
| المحافظة | الوضع الإداري والأمني |
|---|---|
| عدن الساحلية | سيطرة إدارية كاملة وتواجد أمني مكثف |
| حضرموت والمهرة | عمليات عسكرية مستمرة لتأمين الحدود الشرقية |
يبقى التوجه نحو انفصال جنوب اليمن مرتبطًا بمدى القدرة على خلق واقع مؤسسي مستقر يواجه الضغوط الاقتصادية المتسارعة ويفرض معادلة أمنية جديدة في المنطقة؛ إذ يرى المسؤولون في المجلس الانتقالي أن الحكم الذاتي الكامل يمثل الطريق الوحيد لضمان الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المتزايدة بروح وطنية مسؤولة قادرة على المناورة والقرار.