مزارع البرتقال تعيش حالة من البهجة العارمة مع تدفق العمال وبدء جني الثمار الذهبية في بساتين محافظة القليوبية؛ إذ أعلن المسؤولون أن المساحات المنزرعة بالمحصول تتجاوز ثلاثين ألف فدان تتركز في مناطق حيوية، ويتزامن هذا الموسم مع تحسن ملحوظ في القيمة التسويقية للإنتاج، مما أضفى سعادة مضاعفة على المزارعين والعاملين في هذا القطاع الحيوي.
القيمة الإنتاجية التي تميز مزارع البرتقال في المحافظة
تعتبر المساحات الخضراء التي تحتضنها مراكز طوخ وكفر شكر وبنها هي الركيزة الأساسية لهذا النشاط الزراعي؛ حيث تبلغ مساحة مزارع البرتقال في طوخ وحدها نحو خمسة عشر ألف فدان، تليها كفر شكر بسبعة آلاف فدان، ثم بنها بأربعة آلاف فدان، وتتوزع بقية المساحات على مختلف القرى، وهذا الانتشار الواسع جعل المحافظة مركزًا استراتيجيًا لإنتاج ثمار الموالح التي تتمتع بجودة فائقة وقدرة تنافسية عالية في كافة الأسواق المحلية والدولية.
| المركز الزراعي | المساحة التقريبية (بالفدان) |
|---|---|
| مركز طوخ | 15,000 فدان |
| مركز كفر شكر | 7,000 فدان |
| مركز بنها | 4,000 فدان |
أهمية مزارع البرتقال في دعم الاقتصاد المحلي والتصدير
يشير خبراء الإرشاد الزراعي إلى أن مزارع البرتقال المصرية باتت اليوم تتربع على عرش الأسواق العالمية بفضل المواصفات القياسية التي تلتزم بها، حيث يواجه المحصول المصري منافسة قوية مع منتجات دول كبرى مثل إسبانيا وتركيا والمغرب، وبفضل التطوير المستمر وندوات التوعية التي تعقدها مديرية الزراعة بالتعاون مع الجمعيات ومراكز الشباب، استطاع الفلاح الوصول بإنتاجيته لمستويات عالمية، مما جعل دولًا كثيرة وعلى رأسها روسيا تعتمد بشكل أساسي على ما تفيض به مزارع البرتقال من خيرات موسمية؛ الأمر الذي يعود بالنفع المباشر على الدخل القومي وحركة التجارة الخارجية.
دور مزارع البرتقال في خلق فرص عمل للشباب
لا تقتصر فائدة الموسم على الربح المادي لأصحاب الأراضي فقط، بل إن مزارع البرتقال توفر آلاف الفرص للأيدي العاملة التي تنتظر هذا الموسم بشغف كبير، حيث تبدأ يوميات العمل في الصباح الباكر وسط أجواء شتوية باردة لا تثني العمال عن مواصلة نشاطهم، ويشمل العمل سلسلة طويلة من الخطوات المنظمة:
- توزيع فرق العمالة على السيارات المخصصة لنقلهم إلى الحقول.
- تجهيز الصناديق الفارغة وتوزيعها بشكل هندسي داخل طرقات المزارع.
- عملية القطف اليدوي الدقيق لضمان سلامة القشرة الخارجية للثمرة.
- فرز المحصول الأولي واستبعاد الثمار غير المطابقة للمواصفات.
- تحميل الصناديق المعبأة على الشاحنات تمهيدًا لنقلها لمحطات التعبئة.
تأثير مزارع البرتقال على الحالة الاجتماعية للمزارعين
انعكس ارتفاع أسعار البيع هذا العام إيجابًا على حياة الفلاحين في القليوبية، إذ يمثل موسم الحصاد في مزارع البرتقال انطلاقة للمناسبات الاجتماعية والاحتفالات وتجهيز العرائس في القرى، وبفضل المتابعة الميدانية من لجان مكافحة الآفات واليرقات، نجحت المساحات المنزرعة في تقديم منتج يتمتع بمذاق متميز وفائدة غذائية عالية كونه المصدر الأول لفيتامين سي، لتظل مزارع البرتقال هي المورد الأساسي للفرح والرزق في ريفنا المصري الأصيل.
تمثل محاصيل الموالح عصب الحياة الاقتصادية لآلاف الأسر في مصر، حيث تساهم مزارع البرتقال بالقليوبية في توطين العمالة وتطوير النشاط التصديري بذكاء اجتماعي واقتصادي، ومع استمرار الدعم الفني المقدم للفلاحين، يتوقع أن تستمر هذه الحقول في العطاء وتعزيز مكانة مصر الدولية كأكبر مصدر لهذه الفاكهة الغنية بالفوائد الصحية والمزايا الاستثمارية الكبيرة.