نقابة السينمائيين تنعى المخرج الكبير داوود عبد السيد بكلمات ملؤها الأسى والتقدير لتاريخه الفني الحافل الذي صاغ وجدان المشاهد المصري والعربي لسنوات طويلة؛ حيث ركزت النقابة في بيانها الصادر على حجم الخسارة التي منيت بها الساحة الثقافية برحيل أحد أعمدتها المخلصين الذين وهبوا حياتهم لتطوير اللغة البصرية والنضال النقابي المستمر.
تأثير رحيل داوود عبد السيد على المشهد الفني
أكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أن الفقد لا يقتصر على كونه رحيل مخرج بارع بل هو غياب لقيمة سينمائية عالمية؛ فالمبدع داوود عبد السيد لم يشغل نفسه بريق المظاهر قدر اهتمامه بالعمق البشري والتحولات الاجتماعية المعقدة التي طرأت على المجتمع؛ مما جعل مدرسته السينمائية مرجعًا للباحثين في فن الصورة وكيفية تطويع الكادر السينمائي لخدمة قضايا الهوية والحرية؛ وبناء عليه فإن هذا النعي يعكس مكانة رجل لم يقدم تنازلات فنية قط وظل وفيًا لسينما النخبة والشعب في آن واحد دون انفصال عن الواقع.
القيم الجمالية في سينما داوود عبد السيد
اعتمدت أفلامه على تشريح الواقع عبر شخصيات من لحم ودم تتحرك في أزقة وشوارع تبدو مألوفة للمشاهد؛ إلا أن داوود عبد السيد كان يعيد اكتشاف هذه الأماكن لتبدو وكأنها مسارح لأسئلة وجودية كبرى حول الانتماء والبيروقراطية والظلم الاجتماعي؛ فالمكان عنده ليس مجرد خلفية صامتة بل شريك في صنع الحدث الدرامي الذي يدفع الجمهور للتفكير مليًا في طبيعة الروابط الإنسانية؛ وتتجلى هذه المهارة في كافة مراحل الإنتاج بدءًا من النص وصولًا إلى اللقطات الأخيرة؛ مما رسخ مفهوم السينما كأداة للتغيير والوعي المجتمعي.
أهم المحطات والجوائز في مسيرة داوود عبد السيد
| المهرجان أو الفعالية | الجائزة أو التكريم |
|---|---|
| مهرجان أسوان الأكاديمي | جائزة العمل الأول عن فيلم الصعاليك |
| مهرجان القاهرة السينمائي | جائزة الهرم الفضي عن فيلم أرض الخوف |
| مهرجان دبي السينمائي | اختيار ثلاثة أفلام ضمن أفضل مئة فيلم عربي |
تضمنت السجلات الذهبية للسينما المصرية مجموعة من الروائع التي وقعها داوود عبد السيد برؤيته الثاقبة؛ حيث يمكن رصد التنوع في أعماله من خلال الآتي:
- فيلم البحث عن سيد مرزوق الذي استقصى من خلاله عوالم غامضة.
- فيلم الكيت كات الذي يعد أيقونة في تاريخ السينما المصرية المعاصرة.
- فيلم سارق الفرح الذي غاص في تفاصيل الأحياء الشعبية البسيطة.
- فيلم مواطن ومخبر وحرامي الذي قدم رؤية نقدية بأسلوب ساخر وجريء.
- فيلم رسائل البحر الذي جمع بين الشجن الإنساني والجموح الفلسفي.
- فيلم قدرات غير عادية الذي مثل استمرارًا للبحث في الميتافيزيقا البشرية.
بقي داوود عبد السيد مخلصًا لصوته الخاص بعيدًا عن صخب شباك التذاكر؛ فجاءت أفلامه كرسائل فنية عابرة للزمن تخاطب العقل قبل العاطفة؛ لتبقى ذكراه حية بين تلاميذه ومحبيه كأحد الرموز الذين لم يخشوا التجريب؛ وظل اسمه محفورًا في سجل الشرف كأستاذ للصورة وضمير للسينما المصرية النبيلة.