أشجار الزيتون في ريمة تمثل اليوم قصة نجاح مذهلة تجاوزت حدود التوقعات المحلية؛ حيث سجلت الشتلات المغروسة في تلك المرتفعات معدلات نمو قياسية وصلت إلى مئة بالمئة منذ العام الأول لغرسها؛ وهو ما دفع مختصين في القطاع الزراعي إلى التفاؤل بمستقبل إنتاجي واعد يضاهي الجودة العالمية؛ خاصة أن البيئة المناخية الجبلية وفرت ظروفاً مثالية تماثل بيئات حوض البحر الأبيض المتوسط.
تأثير نجاح أشجار الزيتون في ريمة على القطاع الزراعي
يعكس التطور الأخير في هذه المنطقة الجبلية قدرة المزارع اليمني على الصمود والابتكار أمام التحديات الاقتصادية الصعبة؛ إذ تحول مشهد الجبال الخضراء التي تعانق السحب إلى مختبر طبيعي لزراعة المحاصيل النوعية؛ حيث أثبتت أشجار الزيتون في ريمة أنها البديل الاستراتيجي الذي قد ينهي عقوداً من الاعتماد الكلي على استيراد الزيوت بأسعار مرتفعة؛ وهذا التحول لم يكن مجرد صدفة بل نتيجة طبيعية لتضافر الجهود بين المزارعين الراغبين في تحقيق الاكتفاء الذاتي واستغلال خصوبة التربة اليمنية التي تشبه في عطائها قصة البن اليمني الشهيرة عالمياً؛ مما يفتح الباب أمام استثمارات جديدة تعزز من صمود القرى المعلقة في أعالي القمم.
عوامل مرتبطة بانتشار أشجار الزيتون في ريمة وتوسعها
يرى المزارعون أن التجربة الناجحة بددت مخاوف الفشل التي كانت تساورهم في بدايات الموسم؛ حيث تميزت هذه الأشجار بمقاومة عالية وتكيف سريع مع نسيج التربة المحلية؛ ويمكن رصد أهم مقومات هذا النجاح من خلال النقاط التالية:
- تحقيق نسبة نمو كاملة لكافة الشتلات الموزعة في المنطقة.
- ملاءمة درجات الحرارة ومستويات الرطوبة في مرتفعات ريمة.
- انخفاض التكاليف التشغيلية للزراعة مقارنة بالجدوى الاقتصادية العالية.
- رغبة المجتمع المحلي في إيجاد بدائل غذائية وطبية مستدامة.
- توفر الأيدي العاملة الخبيرة في التعامل مع المدرجات الزراعية الصعبة.
كيف تغيّر أشجار الزيتون في ريمة خريطة الإنتاج المحلي؟
إن الانتقال من مرحلة التجربة إلى مرحلة الإنتاج التجاري يتطلب تخطيطاً دقيقاً لضمان استدامة هذه المعجزة الزراعية؛ فالبيانات الأولية تشير إلى أن الأسواق قد تستقبل قريباً منتجات وطنية تنافس المستورد في الجودة والسعر؛ والجدول التالي يوضح بعض أوجه المقارنة التقريبية:
| مؤشر المقارنة | التفاصيل الميدانية |
|---|---|
| نسبة النجاح | بلغت 100% في الموسم التجريبي الأول |
| المناخ الملائم | مرتفعات جبلية مشابهة لحوض المتوسط |
| التوقعات المستقبلية | تحقيق اكتفاء ذاتي وفتح باب التصدير |
تعد أشجار الزيتون في ريمة بمثابة طوق نجاة للاقتصاد الريفي في ظل الظروف الراهنة؛ وهي تؤسس لمرحلة جديدة من الإنتاج الزراعي الذي يعتمد على الموارد الطبيعية المتاحة؛ ومع استمرار هذا الزخم قد تتحول اليمن إلى فاعل أساسي في سوق الزيوت الإقليمية؛ مما يمنح المزارعين فرصة حقيقية لتحسين مستواهم المعيشي عبر استغلال هذه الثروة الخضراء التي أثبتت جدارتها.