تخطي إلى المحتوى الرئيسي

5% من البشر.. اختبار سريع يكشف الإصابة بحالة انعدام التخيل الذهني

5% من البشر.. اختبار سريع يكشف الإصابة بحالة انعدام التخيل الذهني
A A

انعدام التخيل حالة ذهنية فريدة تجعل العقل غير قادر على استحضار الصور المرئية ووضعها في شريط الخيال؛ فعلى عكس عامة البشر الذين يستطيعون ببساطة استحضار وجه صديق أو مشهد طبيعي من الذاكرة، يجد أصحاب هذه الحالة أنفسهم أمام شاشة سوداء تماما بمجرد إغلاق أعينهم؛ ورغم أن البصر لديهم يعمل بكفاءة تامة، إلا أن الرابط بين الذاكرة والتمثيل البصري الداخلي يظل مفقودا.

طبيعة التجربة الحسية مع انعدام التخيل

تشير الإحصاءات الطبية والتقارير الصحفية إلى أن انعدام التخيل يصيب نسبة تتراوح بين 2 إلى 5 في المئة من سكان العالم؛ غير أن الغالبية العظمى من المصابين لا يدركون أنهم يفتقرون إلى ميزة يمتلكها الآخرون، حيث يعتقدون أن تعبيرات مثل “العين العقلية” هي محض استعارات لغوية وليست قدرة فسيولوجية حقيقية؛ وقد تلازم هذه الظاهرة الفرد منذ لحظة ولادته نتيجة تكوين دماغي معين، بينما قد تظهر في حالات أخرى لاحقة بسبب تعرض الدماغ لصدمات مادية أو ضغوط نفسية حادة تعطل مسارات التخيل البصري.

كيف يتم اكتشاف انعدام التخيل طبيا؟

نجح فريق بحثي من جامعة نيو ساوث ويلز في ابتكار أول اختبار بيولوجي موضوعي يهدف إلى قياس انعدام التخيل بدقة؛ حيث يعتمد هذا الاختبار على مراقبة ردود أفعال حدقة العين عند محاولة استحضار ضوء قوي في الذهن؛ وقد لخص الدكتور جويل بيرسون نتائج هذه الدراسة في عدة نقاط جوهرية توضح الفوارق بين المصابين وغيرهم:

  • تتقلص حدقة العين لدى الشخص الطبيعي فور تفكيره في الأجسام الساطعة.
  • تظل حدقة المصاب ثابتة دون حراك عند محاولة تصور المشاهد المضيئة.
  • يعتبر اتساع الحدقة دليلا على المجهود الذهني المبذول في التفكير وليس الرؤية.
  • يوفر هذا الاختبار أول دليل ملموس يفرق بين الخيال البصري والتفكير المجرد.
  • تتنوع حدة الحالة بين فقدان كامل للصور أو رؤية ومضات باهتة ومتقطعة.

تأثير ظاهرة انعدام التخيل على النمط الإدراكي

مؤشر القياس تأثيره على انعدام التخيل
القدرات اللغوية تظل سليمة وتعتمد على الوصف والمفاهيم
الذاكرة البصرية تستند إلى الحقائق والمعلومات وليس الصور
الجهد العقلي يرتفع عند محاولة دمج أشكال متعددة ذهنيا

اعتمد الأشخاص الذين يتعايشون مع انعدام التخيل على تطوير استراتيجيات بديلة للتعامل مع العالم المحيط؛ فهم يتذكرون الأماكن والأحداث كقوائم من البيانات والحقائق المترابطة بدلا من لقطات الفيديو الذهنية؛ وهذا النمط من التفكير لا يقلل من ذكائهم أو قدرتهم على الإبداع، بل يجعل معالجتهم للمعلومات تعتمد على المفاهيم المجردة التي تتجاوز محدودية الرؤية الداخلية البصرية.

مشاركة: