مستويات تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تقفز بسبب خفض الفائدة والتوترات العالمية

ارتفاع سعر الذهب والفضة يعكس حالة الاضطراب التي تسيطر على الأسواق العالمية في الوقت الراهن؛ حيث سجل المعدن الأصفر مستويات تاريخية غير مسبوقة مع اقتراب سعر الأونصة من حاجز 4500 دولار خلال تعاملات صباح الثلاثاء، وقد جاء هذا الصعود القياسي مدفوعا بتزايد القلق من النزاعات الدولية وقرارات الاحتياطي الفيدرالي التي تميل نحو تسهيل السياسة النقدية، وهو ما جعل المستثمرين يهرعون نحو الملاذات التقليدية لحماية رؤوس أموالهم من تقلبات العملات وتراجع عوائد السندات.

تأثير التوترات الجيوسياسية على ارتفاع سعر الذهب والفضة

ساهمت القرارات السياسية الأخيرة في زيادة جاذبية المعادن الثمينة للتحوط ضد الصدمات الاقتصادية؛ إذ أدت الإجراءات الأمريكية تجاه ناقلات النفط الفنزويلية إلى إثارة مخاوف حول سلاسل التوريد العالمية واستقرار الطاقة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسواق التي بدأت في تسعير المخاطر القانونية والسياسية المرتبطة بهذه الأزمات؛ مما جعل ارتفاع سعر الذهب والفضة أمرا حتميا في ظل هذه الظروف المعقدة التي تشهد تداخلا بين المصالح النفطية والسياسات التجارية والتحولات المفاجئة في مراكز القوى العالمية.

علاقة أسعار الفائدة بمستويات ارتفاع سعر الذهب والفضة

تعد السياسة النقدية الأمريكية المحرك الأساسي لحركة التداول في بورصات السلع؛ حيث إن خفض معدلات الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائدا دوريا مثل الذهب، وقد رصد المحللون الفنيون عدة عوامل تقف خلف القفزات السعرية الأخيرة التي غيرت خريطة الاستثمارات العالمية:

• تحركات البنوك المركزية الكبرى نحو زيادة احتياطياتها من السبائك الذهبية.
• تدفق السيولة الضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالمعادن.
• الطلب الصناعي المتنامي على الفضة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
• تراجع مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية مما يقلل تكلفة شراء الذهب.
• الرغبة في تأمين المحافظ الاستثمارية ضد احتمالات الركود الاقتصادي العالمي.

انعكاسات ارتفاع سعر الذهب والفضة على الأسواق المالية

إن التفاعل بين أسعار الطاقة والمعادن يظهر بوضوح في تداولات اليوم؛ فبينما كان يسجل الذهب والفضة أرقاما قياسية كان سعر خام برنت يلامس مستويات 77 دولارا للبرميل تأثرا بالمشهد السياسي المتوتر، وهذا التزامن بين صعود الملاذات وبدائل الطاقة يعزز الضغوط التضخمية التي يراقبها صانعو السياسة المالية في واشنطن بدقة؛ مما يجعل التوقعات تتجه نحو استمرار حالة الزخم القوية داخل الأسواق لفترة ليست بالقليرة.

تستمر تقلبات الأسواق العالمية في رسم مشهد اقتصادي جديد يبحث فيه المتداولون عن الأمان بعيدا عن مخاطر العملات الورقية؛ إذ يظل ارتفاع سعر الذهب والفضة هو العنوان الأبرز لتحولات السياسة الأمريكية الحالية، ومع استمرار النزاعات التجارية والتلويح بإجراءات تصعيدية في قطاع النفط، تبقى المعادن الثمينة وسيلة التحصين الأولى ضد حالات عدم اليقين المسيطرة على المشهد الدولي.