فضائل شهر رجب وأحكام صيامه وتفسير تسمية الهلال بـ«الأصم» بعد ثبوت رؤيته

بعد ثبوت رؤية هلال شهر رجب لعام 1447 هجريًا، يرتفع البحث عن فضائل شهر رجب وأحكام صيامه وسر تسميته بـ «الأصم» بشكل ملحوظ بين المسلمين، خصوصًا مع تقبل استقباله كواحد من الأشهر الحُرُم التي تتمتع بمكانة عظيمة في الإسلام؛ إذ يمثل فرصة روحية لتعزيز العبادة والاقتراب من الله تعالى.

مفهوم فضائل شهر رجب وأهميته بين الأشهر الحرم

شهر رجب يتمتع بمرتبة مميزة بين الأشهر الحرم التي حددها الإسلام، والتي تضم كذلك ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرّم. هذه الأشهر الأربع وصفها الله بالحرمة والتعظيم، كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنها أربعة حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ». وجاء في الحديث الشريف أن النبِي صلى الله عليه وسلم بيّن أن السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرم ثلاثة متوالية ورجب الذي يقع بين جمادى وشعبان. ويستغل المسلمون هذه المناسبة للصلاة، والصيام، والعمل الصالح، مما يشكل فضائل شهر رجب فرصة لتعزيز التقوى وزيادة الطاعات.

أسماء شهر رجب ودلالاتها وسبب تسمية «الأصم»

كرّم العرب القدماء شهر رجب بمجموعة من الأسماء التي تعكس مكانته الروحية والاجتماعية، حيث أشار الفيروزآبادي وابن دحية الكلبي إلى وجود ثمانية عشر اسمًا له، من بينها «الفرد» و«الأصم». يعود سبب تسمية رجب بـ«الأصم» إلى توقف القتال وعلو مكانته كونه شهر توقف فيه الحروب وتعلّقت فيه السيوف، مما أكسبه قدسية خاصة تحض على السلم والسكينة. أما تسمية «الفرد» فتشير إلى عدم تتابعه مع الأشهر الحرم الأخرى، ومن ثم تميّزه عن غيره بثبات منزلة الصلاح والطاعة فيه.

كيفية الاستعداد لشهر رجب بعد ثبوت الهلال وأبرز أحكام صيامه

تُعد معرفة كيفية الاستعداد لشهر رجب بعد ثبوت الهلال من الخطوات الرئيسية لتحقيق الاستفادة الروحية القصوى من فضائل شهر رجب، ويشمل ذلك اتباع مجموعة من الأعمال التعبدية المستحبة:

• الصيام: استحباب صيام أيام منفردة أو صيام الإثنين والخميس من شهر رجب، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه تحضيرًا لشهر رمضان.
• الذكر والدعاء: المداومة على الاستغفار وقراءة القرآن لتعزيز الصلة بالله وطلب المغفرة.
• الابتعاد عن المعاصي: حرمة الشهر تعزز التقرب إلى الله بالعبادة ومحاسبة النفس على الأعمال.
• الصدقة ومساعدة المحتاجين: فهذه الأعمال محببة في الأشهر الحرم وتزيد من البركة.

وقد ورد في حديث النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان»؛ ما يوضح أهمية انتهاز الفرصة للتقرب إلى الله خلاله بالصيام والعبادة بوعي واهتمام.