أحمد الفيشاوي يطالب المصورين بمنح مساحة للمعزيين خلال مراسم وداع والدته الفنانة القديرة سمية الألفي؛ حيث شهدت اللحظات الأخيرة حالة من التوتر بسبب التزاحم الشديد لعدسات الكاميرات التي حاولت رصد أدق تفاصيل الحزن؛ مما دفع الفنان للشعور بضيق جراء تضييق المنافذ على الوافدين لتقديم المواساة في هذا المصاب الأليم.
أحمد الفيشاوي يطالب المصورين بمنح مساحة للمعزيين في الجنازة
بدت علامات التأثر واضحة على الفنان الشاب الذي فقد السيطرة على مشاعره في مواقف عدة؛ حيث لجأ إلى مطالبة الجهات الإعلامية بضرورة احترام خصوصية الموقف والابتعاد عن الممرات المخصصة للجمهور؛ مشبها التواجد الكثيف وكأنه وقوف على السجادة الحمراء في المهرجانات بينما الواقع يفرض وقارا يتناسب مع جلال الموت؛ وقد رصدت الكاميرات لحظة انهيار الفنان في أحضان النجمة شيرين التي حضرت لمواساته؛ بينما حاول تقبيل يدها تقديرا لوجودها ودعمها النفسي الكبير له في تلك الساعات العصيبة التي تلت رحيل والدته بعد صراع طويل ومرير مع المرض العضال.
محطات فارقة في حياة الفنانة سمية الألفي
ولدت الراحلة في محافظة الشرقية عام ثلاثة وخمسين وتسعمائة وألف؛ ودرست علم الاجتماع في كلية الآداب قبل أن تقتحم الساحة الفنية عبر بوابة مسلسل أفواه وأرانب؛ لتبني مسيرة فنية امتدت لعقود طويلة أثمرت عن أكثر من مئة عمل متنوع؛ ونستعرض في الجدول التالي لمحات من تلك المسيرة:
| العمل الفني | سنة الإنتاج |
|---|---|
| مسلسل ليالي الحلمية | أجزاء متعددة |
| فيلم دماء بعد منتصف الليل | 1995 |
| مسلسل بوابة الحلواني | 4 أجزاء |
| مسلسل الراية البيضا | 1988 |
بماذا تميزت أعمال الراحلة سمية الألفي؟
استطاعت الفنانة الراحلة أن تكون أيقونة للدراما المصرية بفضل تنوع أدوارها التي لامست وجدان المشاهد العربي؛ ورغم غيابها المتقطع إلا أنها ظلت محتفظة بمكانتها الرفيعة؛ ومن أبرز سمات مسيرتها الفنية والمهنية ما يلي:
- القدرة الفائقة على أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية بكفاءة عالية.
- المشاركة في ملاحم درامية خالدة مثل العطار والسبع بنات.
- تكوين ثنائي فني وإنساني شهير مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي.
- الاستمرار في العطاء الفني حتى بعد مواجهة تحديات صحية قاسية.
- التزامها بتقديم قضايا اجتماعية تهم الطبقات المتوسطة في مصر.
تشابه القدر بين رحيل الأم ورفيق العمر
انتهت رحلة الفنانة سمية الألفي بذات المرض الذي غيب رفيق عمرها فاروق الفيشاوي؛ والذي رحل قبل سنوات بعد صراع مع السرطان كان قد أعلن عنه بشجاعة في مهرجان الإسكندرية السينمائي؛ حيث تدهورت حالته حينها وتوقفت وظائف الكبد مما أدى لوفاته؛ واليوم أحمد الفيشاوي يطالب المصورين بمنح مساحة للمعزيين ليتمكن من توديع والدته بسلام وهدوء بعيدا عن ضجيج العدسات التي تلاحق دمعات الفراق الصادقة في وداع فنانة لم تكن مجرد ممثلة بل كانت جزءا أصيلا من ذاكرة المشاهد المصري والعربي لسنوات طويلة.
وسط هذه الأجواء الحزينة التي سيطرت على المشهد الفني؛ تبقى كلمات أحمد الفيشاوي يطالب المصورين بمنح مساحة للمعزيين صرخة في وجه التغطيات الإعلامية التي تقتحم هيبة الموت؛ لتنتهي بذلك صفحة طويلة من تاريخ أسرة فنية أعطت الكثير للسينما والدراما؛ تاركة خلفها إرثا لا يمحي برحيل الأجساد.