تخطي إلى المحتوى الرئيسي

أسرار صلاح ذو الفقار.. كواليس بناء هويس حقيقي في فيلم شيء من الخوف

أسرار صلاح ذو الفقار.. كواليس بناء هويس حقيقي في فيلم شيء من الخوف
A A

صلاح ذو الفقار الفنان الذي اقترن اسمه بملامح السينما المصرية الكلاسيكية يظل علامة فارقة في تاريخ الفن، إذ لم يكن مجرد وجه سينمائي مألوف بل شكل حالة إبداعية متكاملة جمعت بين عبقرية التمثيل وذكاء المنتج الواعي بمجريات الصناعة؛ حيث تمر اليوم ذكرى رحيله لتذكرنا بمسيرة حافلة بالعطاء الذي لم يقتصر على الوقوف أمام الكاميرا بل امتد ليشمل خلف الكواليس بإنتاج أعمال خلدت في ذاكرة المشاهدين.

بصمة صلاح ذو الفقار في الإنتاج السينمائي

تجلت قدرة هذا المبدع في فصل طموحه كفنان عن دوره كمنتج إذ كان يضع جودة العمل الفني فوق أي اعتبارات شخصية؛ ويظهر ذلك بوضوح في فيلم شيء من الخوف الذي يعد أحد أعظم إنتاجاته السينمائية رغم أنه لم يشارك فيه بالتمثيل، فالحس الفني الذي تمتع به الفنان صلاح ذو الفقار جعله يدرك أن قوة القصة وإخراجها بشكل واقعي هو الرهان الرابح للبقاء في وجدان الجمهور؛ ولذلك لم يبخل بوقته أو ماله لتوفير الإمكانيات الضرورية التي تخدم الرؤية الإخراجية وتمنح العمل مصداقية تتجاوز حدود الاستوديوهات الضيقة إلى آفاق الإبداع الرحب.

تفاصيل بناء الهاويس برؤية صلاح ذو الفقار

كان الإتقان سمة أساسية في شخصية هذا المنتج الذي أصر على تنفيذ تفاصيل دقيقة ومكلفة لضمان نجاح المشاهد المحورية؛ ومن أبرز مواقفه في هذا الشأن تصميم هاويس حقيقي بالكامل ليتناسب مع مشهد فتح المياه الذي قامت به الفنانة شادية متحدية جبروت شخصية عتريس، وهذا الإصرار من جانب صلاح ذو الفقار يعكس عقليته التي ترفض الحلول السهلة أو الديكورات الكرتونية؛ مما أضفى طابعا ملحميا على الفيلم وجعل تلك اللحظة السينمائية محفورة في ذاكرة الأجيال كرمز للثورة والعدل، ولتوضيح بعض جوانب مسيرته يمكن النظر إلى الجدول التالي:

المجال القيمة المضافة
التمثيل الأداء المتقن والتنوع في الأدوار.
الإنتاج دعم السينما الجادة والأعمال الوطنية.
الثنائيات تشكيل ثنائي تاريخي مع الفنانة شادية.

الإرث الفني وحياة صلاح ذو الفقار المهنية

لم تتوقف إسهامات صلاح ذو الفقار عند إنتاج الأفلام الضخمة بل امتدت لتشمل بناء جسر من المودة مع الجمهور من خلال أدوار معقدة نفسيا وقريبة من الواقع الاجتماعي؛ وتميزت خطواته في هذا الطريق بالعديد من السمات التي جعلته رقما صعبا في معادلة الفن المصري:

  • الالتزام المهني الصارم الذي ورثه عن خلفيته العسكرية.
  • القدرة على اختيار نصوص أدبية رفيعة المستوى لتحويلها إلى أفلام.
  • دعم المواهب الشابة والمخرجين المبدعين في بداية مشوارهم.
  • الموازنة بين الأفلام الكوميدية الخفيفة والدراما السياسية العميقة.
  • الحفاظ على مستوى فني ثابت لا يتأثر بتقلبات السوق أو التغيرات السطحية.

ترك الراحل الكبير مدرسة فنية تعلم منها الكثيرون معنى الإخلاص للفن وضرورة تقديم التضحيات من أجل خروج العمل بصورة مشرقة؛ فالممثل صلاح ذو الفقار الذي رحل عن عالمنا بجسده لا يزال حيا من خلال تلك المشاهد التي تبرز قوته وذكاءه، وسيظل الهاويس الذي بناه شاهدا على إيمانه بأن الصدق في العمل هو الطريق الوحيد نحو الخلود الفني.

مشاركة: