بمناسبة ميلاده.. كيف منح عمر الشريف لقب سلطان الطرب لـ جورج وسوف؟

عيد ميلاد جورج وسوف يمثل محطة سنوية هامة تسلط الضوء على مسيرة فنية استثنائية بدأت منذ الصغر؛ حيث استطاع هذا الفنان السوري أن يحفر اسمه بمداد من ذهب في ذاكرة الغناء العربي محققًا شعبية جارفة تخطت الحدود الجغرافية، وذلك بفضل صوته الشجي الذي لامس وجدان الملايين في مختلف الأقطار العربية.

انطلاقة فنية مبكرة في حياة جورج وسوف

بدأت ملامح الموهبة تظهر بوضوح حين وقف الطفل الصغير على خشبة مسرح مدرسته؛ ليقدم موالًا كان قد حفظه عن والده ببراعة أذهلت الحاضرين، وهذا النجاح المبكر فتح له أبواب الحفلات في مدينة دمشق قبل أن يقرر الانتقال إلى لبنان وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره؛ ليبدأ مرحلة جديدة من الانتشار الفني والمهني في بيئة فنية حاضنة للإبداع، ومع مرور الوقت أدرك الجميع أنهم أمام حالة غنائية فريدة لا تشبه أحدًا؛ مما جعل الأنظار تتوجه إليه كواحد من أبرز المواهب الصاعدة في تلك الحقبة الزمنية التي شهدت ولادة نجم ساطع.

قصة تسمية جورج وسوف بسلطان الطرب

ارتبط لقب سلطان الطرب بحادثة شهيرة وقعت في العاصمة الفرنسية باريس؛ حيث كان الفنان يقدم إحدى حفلاته الغنائية بحضور النجم العالمي الراحل عمر الشريف، وبينما كان الشريف مستمتعًا بالأداء الفريد والصوت القوي لم يتمالك نفسه وبدأ يهتف بعبارة الله يا سلطان؛ لتلتقط الصحافة اللبنانية المتواجدة حينها هذا النداء العفوي وتحوله إلى لقب رسمي رازم مسيرته حتى يومنا هذا، وقد ساهم هذا المسمى في ترسيخ مكانة جورج وسوف كواحد من أعمدة الغناء الأصيل؛ إذ يعكس اللقب قدرته الفائقة على السلطنة والطرب وإطراب الجمهور بأسلوب لا يضاهى.

تعدد المسميات في مسيرة جورج وسوف المهنية

بالرغم من شهرة اللقب الحالي إلا أن هناك مسميات أخرى رافقت جورج وسوف في بداياته الأولى؛ حيث عُرف باسم الطفل المعجزة نظرًا لقدرته المذهلة على أداء أصعب الأغاني لعمالقة الفن من أمثال كوكب الشرق أم كلثوم وغيرهم بتمكن لا يتناسب مع سنه الصغيرة، وتشمل مسيرته الفنية الحافلة مجموعة من الأعمال التي لا تزال تعيش بيننا ومن أبرزها:

• أغنية كلام الناس التي حققت انتشارًا واسعًا.
• قصيدة سهرت الليل التي تعكس إحساسه العالي.
• عمله الشهير طبيب جراح الذي ارتبط به الجمهور.
• أغنية يوم الوداع ذات الطابع الدرامي المؤثر.
• صابر وراضي التي أصبحت من كلاسيكيات الغناء.

أبرز المحطات في مشوار جورج وسوف

يبقى الاحتفاء بمناسبة عيد ميلاد جورج وسوف وسيلة للتعبير عن المحبة والتقدير لفنان لم يتنازل عن أصالته رغم تعاقب الأجيال؛ فالمسيرة التي امتدت لعقود برهنت على أن الموهبة الحقيقية والصدق في الأداء هما الأساس للبقاء في القمة، وسيظل صوت السلطان مرجعًا لكل محبي الطرب الأصيل ومدرسة يتعلم منها الباحثون عن الإبداع والتميز.