الاستثمار في الفضة يمثل في الوقت الراهن وجهة رئيسية للمدخرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة بعيدا عن ضغوط أسعار الذهب المتصاعدة؛ حيث سجلت الأسواق العالمية قفزات تاريخية وصلت فيها الأوقية إلى مستويات قياسية لامست 70 دولارا بمكاسب تجاوزت مئة وثلاثين بالمئة؛ مما عزز الثقة في هذا المعدن الأبيض كأداة مالية صلبة قادرة على مجابهة التقلبات الاقتصادية المستمرة وتحقيق عوائد مجزية للمستثمرين على المديين المتوسط والطويل.
قنوات الادخار ومزايا الاستثمار في الفضة محليا
يتطلب النجاح في هذا المجال اتباع الاستراتيجيات التي حددتها المؤسسات الرسمية ومنها شعبة المعادن الثمينة التي أوضحت أن السبائك ذات الأوزان المتنوعة تمثل الوسيلة الأضمن للأفراد؛ نظرا لسهولة تداولها وضمان نقائها ومطابقتها للمعايير الفنية المعتمدة في السوق المصري؛ إذ يسعى الكثيرون لاقتنائها عبر تجار التجزئة الموثوقين لتجنب الهوالك المرتبطة بالمشغولات التقليدية التي قد تفقد جزءا من قيمتها عند إعادة البيع نتيجة تكاليف المصنعية المرتفعة مقارنة بالسبائك الخام التي تحافظ على كامل قيمتها المادية تماشيا مع البورصات العالمية.
العوامل المؤثرة على حركة الاستثمار في الفضة ونتائجها
شهد العام الجاري تحولات كبرى في هيكل الطلب المحلي نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المعادن الأخرى؛ وهو ما دفع شرائح واسعة من المستهلكين نحو تحويل مدخراتهم إلى المعدن الأبيض الذي حقق ارتفاعا بنسبة مئة وعشرة بالمئة في السوق المحلي منتقلا من مستوى واحد وخمسين جنيها للجرام إلى ذروة بلغت مئة وسبعة جنيهات؛ ويمكن تلخيص ملامح هذا التطور في النقاط التالية:
- تحرك سعر الجرام من مستويات متدنية ليحقق نموا يتجاوز ضعف نمو الذهب عيار واحد وعشرين.
- اعتماد التسعير المحلي بشكل مباشر على حركة الأونصة في البورصات العالمية نتيجة استقرار سعر الصرف.
- زيادة الإقبال على سبائك عيار 999 كوعاء ادخاري بديل لامتصاص فوائض السيولة لدى الأفراد.
- تنامي الاستخدامات الصناعية والطبية المحلية التي تشكل دعما إضافيا لقيمة المعدن السوقية.
- تأثير السياسات النقدية العالمية للبنك الاحتياطي الفيدرالي على جاذبية المعادن غير المدرة للعائد.
رؤية المؤسسات وتوجهات الاستثمار في الفضة مستقبلا
| المؤشر الفني | التفاصيل والمستويات السعرية |
|---|---|
| سعر الافتتاح لعام 2025 | 51 جنيها للجرام الواحد |
| أعلى مستوى سنوي محقق | 107 جنيهات للجرام |
| نسبة الزيادة السنوية | 110% مقابل 58% للذهب |
| وزن الأوقية العالمي | تجاوزت حاجز 70 دولارا للأوقية |
تشير الدراسات التحليلية والآراء الصادرة عن خبراء “جولد بيليون” إلى أن التفاؤل يسيطر على تطلعات الأفراد نحو عام 2026؛ فمن المتوقع أن يواصل الاستثمار في الفضة تفوقه النوعي في حال استمرار ضعف العملة الأمريكية وانخفاض الفائدة؛ ورغم أن المؤسسات الكبرى ترى في الذهب استقرارا أكثر رصانة إلا أن التذبذب السعري للفضة يمنح المضاربين والمستثمرين فرصا لتحقيق قفزات ربحية مضاعفة تتناسب مع تسارع الطلب الصناعي والطلب على أدوات التحوط.
تظل المعادن الثمينة هي المقياس الحقيقي للقيمة في الأزمات؛ حيث أثبتت التجربة الحالية أن الفضة لم تعد مجرد بديل رخيص بل أصبحت ركيزة استراتيجية في المحافظ المالية المتنوعة؛ خاصة مع ترقب المحللين لموجة صعود جديدة قد تغير خريطة التملك العقاري والمالي بحلول السنوات القادمة؛ وهو ما يجعل مراقبة تحركات السوق ضرورة ملحة لكل مهتم.