كأس أمم أفريقيا للسجناء تمثل خطوة رائدة تعكس العمق الإنساني للمبادرات الرياضية في المملكة المغربية، حيث تهدف هذه التظاهرة الفريدة إلى إشراك النزلاء في الأجواء القارية التي تشهدها البلاد، وهي مبادرة تربط بين شغف كرة القدم وبين جهود إعادة التأهيل ودمج الأفراد داخل المنظومة الاجتماعية بأساليب مبتكرة وفعالة.
البعد الاجتماعي لتنظيم كأس أمم أفريقيا للسجناء
تأتي هذه الخطوة النوعية لتؤكد أن الرياضة وسيلة للإصلاح وليست مجرد ترفيه عابر، إذ تشرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على أدق تفاصيل تنظيم كأس أمم أفريقيا للسجناء لضمان تحقيق أهدافها السامية؛ فالحدث يجمع أكثر من مئة وخمسين نزيلاً ينتمون إلى خمس عشرة جنسية أفريقية مختلفة، مما يجعل السجون المغربية ساحة للتعايش القاري، وتتجلى أهمية هذه المبادرة في قدرتها على كسر الحواجز النفسية لدى المقيمين خلف الأسوار، ومنحهم شعوراً بالانتماء للمجتمع والوطن والقارة على حد سواء، مع استثمار الزخم الكروي الذي تعيشه المملكة لتحفيز الروح الرياضية والانضباط السلوكي بين المشاركين.
توزيع الفعاليات المرتبطة ببطولة كأس أمم أفريقيا للسجناء
تشمل الخطة التنظيمية توزيع الأنشطة على مختلف المدن المغربية الكبرى لضمان شمولية المبادرة، حيث يتم التنسيق مع أندية محلية وجمعيات حقوقية ومدنية لإنجاح كأس أمم أفريقيا للسجناء في عدة مراكز إصلاحية؛ وتتضمن الفعاليات ما يلي:
- إقامة مباريات تنافسية بين فرق النزلاء لتمثيل بلدانهم الأفريقية.
- بث حي ومباشر لكافة مباريات البطولة القارية داخل فضاءات السجون.
- تنظيم ورش عمل تحليلية يقودها نخبة من المحللين الرياضيين والصحفيين.
- تنسيق لقاءات تواصلية تجمع النزلاء بنجوم كرة القدم السابقين.
- إعداد حصص تثقيفية حول قيم التسامح والروح الرياضية والمواطنة.
تجهيزات كأس أمم أفريقيا للسجناء والمؤسسات المشاركة
تتوزع المباريات والأنشطة الموازية في مدن استراتيجية لضمان وصول الرسالة التربوية إلى أكبر عدد من المستفيدين، حيث تم اختيار مؤسسات سجنية تتمتع بمواصفات تسمح بإقامة مثل هذه التظاهرات الكبرى؛ ويوضح الجدول التالي أبرز المدن والمراكز التي تحتضن فعاليات كأس أمم أفريقيا للسجناء ضمن برنامجها الحافل بالإبداع الرياضي:
| المدينة | المؤسسة السجنية المستضيفة |
|---|---|
| مراكش | السجن المحلي الأوداية |
| طنجة | السجن المحلي بطنجة |
| فاس | السجن المحلي رأس الماء |
| الدار البيضاء | مركز الإصلاح والتهذيب |
تسعى هذه التجربة إلى جعل كأس أمم أفريقيا للسجناء محطة فارقة في مسار الإصلاح المغربي، من خلال دمج البعد الرياضي في البرامج التعليمية والتأهيلية؛ وتعمل المؤسسات المشاركة على توفير بيئة تحاكي الملاعب الكبرى، مما يعزز من الثقة بالنفس لدى النزلاء ويدفعهم نحو تبني قيم التعاون والمثابرة تمهيداً لعودتهم الإيجابية إلى أحضان المجتمع بعد انقضاء فترات عقوبتهم.