تخطي إلى المحتوى الرئيسي

أطباء بريطانيا.. علاج مبتكر لمواجهة الخرف باستخدام أنسجة المخ السليمة وتدمير البروتينات الضارة

أطباء بريطانيا.. علاج مبتكر لمواجهة الخرف باستخدام أنسجة المخ السليمة وتدمير البروتينات الضارة
A A

علاج الخرف يمثل اليوم بارقة أمل حقيقية لملايين العائلات حول العالم؛ حيث يسابق العلماء في بريطانيا الزمن لتقديم حلول مبتكرة تتخطى مجرد تسكين الأعراض التقليدية إلى محاولة إيقاف تدهور الخلايا العصبية بشكل جذري. تأتي هذه التحركات العلمية في وقت حساس تشير فيه الإحصائيات إلى ارتفاع مطرد في أعداد المصابين؛ مما دفع الباحثين لاستخدام تقنيات فريدة تعتمد على أنسجة حية لمواجهة التحديات الصحية المعقدة.

مسارات تطوير علاج الخرف والوقاية منه

تشير البيانات الصحية الراهنة إلى أن نحو مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من تدهور القدرات الإدراكية؛ حيث يمثل مرض آلزهايمر النسبة الأكبر من هذه الحالات التي يتوقع تضاعفها خلال السنوات العشر القادمة. هذا الواقع دفع الفرق البحثية لتغيير استراتيجياتهم من التهدئة المؤقتة للأعراض إلى البحث عن علاج الخرف من خلال فهم أعمق للبروتينات الضارة وتأثيرها المباشر على الأنسجة. وتؤكد الدكتورة كلير دورانت أن التفاؤل الحالي نابع من الانتقال الفعلي لمرحلة الوقاية ومنع ظهور المرض؛ حيث تساهم التطورات الجينية والبيولوجية في رسم خريطة طريق واضحة للتعامل مع المسببات الأساسية للأمراض العصبية وتوفير خيارات طبية أكثر فاعلية.

آلية استخلاص الأنسجة لدعم علاج الخرف

تعتمد الاستراتيجية الجديدة في بريطانيا على تعاون وثيق بين جراحي الأعصاب والمختبرات؛ حيث يتم الاستفادة من الجراحات المخصصة لإزالة الأورام الدماغية عبر الحصول على كميات ضئيلة من الأنسجة السليمة التي كانت تؤول للتلف سابقًا. تخضع هذه العينات لخطوات دقيقة لضمان فاعلية البحث في علاج الخرف وفق التسلسل التالي:

  • تحويل الأنسجة من غرف العمليات إلى المختبرات المتخصصة على وجه السرعة.
  • حفظ العينات داخل حاضنات مجهزة خلال فترة لا تتجاوز الساعتين للحفاظ على حيويتها.
  • تقطيع الأنسجة لشرائح دقيقة جدًا لا يتجاوز سمكها ثلث المليمتر الواحد.
  • استخدام سوائل مؤكسجة ومعدات متطورة تضمن بقاء الخلايا نابضة بالحياة لفترة كافية.
  • حقن البروتينات السامة في الخلايا لمراقبة ردود فعل الأجهزة الحيوية.
  • تسجيل كيفية تضرر المشابك العصبية للبحث عن طرق لاعتراض مسار الهدم البروتيني.

فاعلية الأدوات المخبرية في علاج الخرف

يساعد التفاعل المباشر بين البروتينات السامة مثل الأميلويد والتاو وبين الأنسجة البشرية الحية في كشف أسرار لم تكن معروفة سابقًا في النماذج الحيوانية. يقوم الباحثون بملاحظة كيفية انهيار الوصلات العصبية عند ملامستها للمواد المستخرجة من أدمغة أشخاص توفوا بسبب تلك الحالة؛ مما يمهد الطريق لابتكار علاج الخرف الذي يستهدف حماية المشابك العصبية قبل فوات الأوان.

المكون الحيوي الدور في تجارب علاج الخرف
أنسجة المخ السليمة تمثل المختبر الحي لاختبار المواد الفعالة والحيوية.
بروتينات الأميلويد تستخدم كمحفز للمرض لدراسة كيفية اعتراض ضررها.
السوائل المؤكسجة تضمن استمرار وظائف الخلايا الدماغية خارج جسم الإنسان.

تفتح هذه الخطوات العلمية المتسارعة آفاقًا جديدة لمنع التدهور الذهني قبل بدايته الحقيقية في الدماغ البشري. إن الاعتماد على الهبات الثمينة من المرضى يمنح الأطباء قدرة غير مسبوقة على محاكاة المرض واقعيًا؛ مما يعزز من فرص الوصول إلى حلول جذرية تنهي معاناة الملايين وتعيد صياغة أساليب التعامل مع الظواهر العصبية المزمنة في المستقبل القريب.

مشاركة: