عبدالله الغذامي يتصدر المشهد الثقافي بعد كشفه عن أسرار فكرية احتفظ بها لنحو خمسين عاماً؛ حيث أزاح الستار عن تجربة روحية معقدة عاش فصولها في صمت مطبق منذ مرحلة الدراسة الثانوية؛ مسلطاً الضوء على صراعات داخلية عميقة واجهت قناعاته الشخصية في بيئة اجتماعية ودينية بالغة التحفظ والصرامة.
رحلة عبدالله الغذامي مع الشك واليقين
بدأت فصول القصة حينما كان الناقد السعودي الشهير يعيش ازدواجية فكرية مؤلمة؛ فبينما كان يرافق والده بانتظام إلى المسجد، كانت التساؤلات الوجودية تنهش تفكيره حول كينونة المخاطب في صلاته؛ وهي التجربة التي وصفها عبدالله الغذامي بأنها كانت انسداداً كاملاً أمام الاقتناع بوجود خالق؛ والمثير في الأمر أن هذه الأزمة بلغت ذروتها في وقت كان يتلقى فيه العلم على يد الشيخ ابن عثيمين في المعهد العلمي؛ مما يظهر حجم التباين بين المظهر الخارجي الملتزم والجوهر المتخبط في تساؤلاته.
رد فعل صديق عبدالله الغذامي المفاجئ
لم يجد المفكر مخرجاً لبوحه سوى صديقه المقرب محمد سليمان؛ الذي تلقى اعترافاً كان من الممكن أن ينهي حياة صاحبه الاجتماعية في ذلك الوقت؛ إلا أن الرد جاء صادماً وغير متوقع حينما أخبره الصديق بأنه يشاطره نفس تلك المشاعر والهواجس؛ وهذا الصدق المتبادل جعل تجربة عبدالله الغذامي تتحول من صراع فردي منعزل إلى حالة إنسانية مشتركة؛ ورغم مرور عقود طويلة على تلك الحادثة، إلا أن الكشف عنها الآن يطرح دلالات هامة حول طبيعة التحولات الفكرية في المجتمع.
- خمسة عقود من الكتمان التام للمواقف الفكرية.
- الاعتراف بحدوث أزمة إلحاد كاملة في جيل الستينيات.
- عجز تام عن تقبل الأفكار اللاهوتية التقليدية وقتها.
- البوح بالسر لصديق واحد فقط طوال تلك السنوات.
- تجاوز الظروف البيئية المحافظة بنسبة مئة بالمئة.
| عنصر التجربة | التفاصيل المذكورة |
|---|---|
| مرحلة البداية | سنوات الدراسة الثانوية والمعهد |
| أبرز الشخصيات | الشيخ ابن عثيمين والزميل محمد سليمان |
| مدة السر | ما يقارب أربعين إلى خمسين عاماً |
أثر اعترافات عبدالله الغذامي على الوسط الثقافي
أحدثت هذه التصريحات هزة في الأوساط الثقافية؛ لأنها جاءت من شخصية بوزن عبدالله الغذامي الذي يعتبر ركيزة في النقد الأدبي؛ فكشفه عن تفاصيل “أنا أخاطب من؟” يعكس شجاعة أدبية متأخرة في مواجهة الماضي؛ وهو ما يفتح الباب جدياً لمناقشة التحديات النفسية والفكرية التي يواجهها الشباب في المجتمعات المغلقة؛ خاصة أن الصمت الطويل كان وسيلة وحيدة للنجاة من أحكام المجتمع الجائرة والمسبقة.
تمثل قصة عبدالله الغذامي نموذجاً للصراعات المكتومة التي قد تختبئ خلف الملامح الهادئة والشخصيات المرموقة؛ وهي دعوة غير مباشرة لتفهم القلق الوجودي بعيداً عن منطق الإقصاء؛ فالتجربة الإنسانية المليئة بالتناقضات تظل جزءاً أصيلاً من رحلة البحث عن الحقيقة في أعماق النفس البشرية.