ارتفاع أسعار النفط بمقدار 5 سنتات يعكس حالة من الترقب الشديد في الأسواق العالمية؛ حيث استقر سعر برميل برنت عند مستوى 62.29 دولار نتيجة ضغوط جيوسياسية واقتصادية متداخلة بين القارات المختلفة، وقد تأثرت التداولات الأخيرة بتحركات واشنطن تجاه كبار المنتجين في أمريكا اللاتينية وأفريقيا؛ مما خلق حالة من التوازن القلق بين العرض المتحجم والطلب المتذبذب.
تأثير التوترات الجيوسياسية على اتجاه ارتفاع أسعار النفط
ساهمت التحركات العسكرية والاقتصادية الأخيرة في دعم استقرار التداولات ومنع تراجعها الحاد؛ إذ نفذت القوات الأمريكية غارات جوية في نيجيريا استهدفت عناصر إرهابية بالتنسيق مع السلطات المحلية لضمان أمن المنشآت الطاقية، وفي الوقت ذاته اتجه البيت الأبيض نحو تشديد الحصار الاقتصادي على الشحنات القادمة من فنزويلا لمدة شهرين على الأقل؛ مما جعل ارتفاع أسعار النفط بمقدار طفيف أمراً واقعاً في ظل تخوف المتداولين من نقص الإمدادات المفاجئ القادم من هذه المناطق الحيوية للإنتاج العالمي.
العوامل المؤثرة في تحركات أسعار الخام الحالية
تتداخل مجموعة من العوامل التقنية والميدانية التي ترسم المسار الحالي للتداولات؛ حيث يمكن رصد أهم هذه العوامل في النقاط التالية:
- الضغوط الاقتصادية الممارسة على الصادرات الفنزويلية من قبل الإدارة الأمريكية.
- العمليات العسكرية الجارية في نيجيريا لتأمين مناطق الإنتاج الشمالية.
- تراجع حجم الشحنات القادمة من كازاخستان عبر أنابيب بحر قزوين.
- الأضرار التي لحقت بمحطات التصدير الرئيسية جراء الهجمات بالمسيرات.
- التقييم المستمر لمخاطر اضطرابات الإمداد في الأسواق الناشئة.
مقارنة مستويات ارتفاع أسعار النفط والأرقام المسجلة
رغم الحركة الإيجابية المحدودة اليوم؛ إلا أن التحليل السنوي يشير إلى تحديات كبيرة تواجه المنتجين بسبب توقعات فائض المعروض في العام المقبل، ويوضح الجدول التالي التغيرات الأخيرة التي طرأت على أسعار العقود الآجلة لأهم أنواع الخام المتداولة عالمياً:
| نوع الخام | السعر الحالي بالدولار | مقدار الزيادة |
|---|---|---|
| خام برنت العالمي | 62.29 دولار | 5 سنتات |
| خام غرب تكساس | 58.41 دولار | 6 سنتات |
تستمر الضغوط على الأسواق مع اقطاع نحو ثلث إمدادات كازاخستان خلال شهر ديسمبر الجاري؛ وهو ما يقلص الفجوة بين العرض والطلب بشكل مؤقت، ومع ذلك فإن احتمالات تسجيل أكبر خسارة سنوية منذ عام 2020 تظل قائمة بقوة؛ حيث يتوقع الخبراء تراجعاً إجمالياً يصل إلى 16% لخام برنت بنهاية العام الجاري نتيجة لتباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد العالمي.
ارتبط ارتفاع أسعار النفط الأخير بمدى قدرة الأسواق على استيعاب الصدمات الأمنية في مناطق النزاع، وبينما تترقب الأوساط الاقتصادية حجم المعروض في العام القادم، تظل الحسابات السياسية في واشنطن والشرق الأوسط هي المحرك الأساسي لمستويات الأسعار، مما يجعل استقرار الخام فوق مستويات الستين دولاراً رهناً بالتطورات الميدانية المتلاحقة.