تخطي إلى المحتوى الرئيسي

ريش النعام.. سر مروحة الملك توت عنخ آمون التي أذهلت زوار المقبرة

ريش النعام.. سر مروحة الملك توت عنخ آمون التي أذهلت زوار المقبرة
A A

كنوز توت عنخ آمون تمثل نافذة فريدة تطل منها البشرية على حضارة مصرية قديمة لم تتوقف يوما عن إبهار المهتمين بعلم المصريات حول العالم؛ إذ إن مقتنيات هذا الملك الشاب تعكس تطورا فنيا وتقنيا يتجاوز التصورات التقليدية عن العصور الغابرة بفضل دقة تفاصيلها وجودة خاماتها؛ الأمر الذي يمنحنا فهما أعمق لعبقرية الصانع المصري الذي سبق عصره بآلاف السنين في مجالات شتى.

أسرار صناعة مروحة يد ضمن كنوز توت عنخ آمون

تعد المروحة اليدوية التي عثر عليها في المقبرة الشهيرة خير شاهد على الرقي الذي تمتعت به كنوز توت عنخ آمون خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة؛ فهي لم تكن وسيلة بسيطة لتحريك الهواء بل صممت لتكون تحفة فنية تليق بإقامة ملكية فاخرة؛ حيث استخدم الفنان المصري ريش النعام الطبيعي لمنحها ملمسا ناعما ووزنا خفيفا مع مقبض من العاج النفيس الذي يبرز الغنى والرفاهية التي أحاطت بحياة الملك في قصره العامر.

مكونات المروحة دلالتها في الحضارة المصرية
ريش النعام رمز للجمال والنقاء والعدالة في بعض المعتقدات
العاج الخالص مادة نادرة تعكس الثراء الفاحش والسمو الاجتماعي
النقوش الملكية ترسيخ للهوية القوية وحماية الآلهة للملك الشاب

النقوش الملكية في كنوز توت عنخ آمون وأهميتها

بجانب ريش النعام والعاج يظهر اسم الملك جليا داخل إطار بيضاوي مقدس على هذه المروحة التي تبرز بين كنوز توت عنخ آمون لكونها أداة شخصية استخدمت فعليا في الحياة اليومية؛ حيث إن وجود الخرطوش الملكي ليس مجرد زينة بل هو تأكيد قاطع على ملكية هذه القطعة للملك شخصيا؛ كما يشير الخبراء إلى أن حمل هذه المراوح في المواكب الرسمية كان يمنح البلاط هيبة خاصة تعبر عن السيادة والقوة السياسية والدينية.

  • تحقيق التوازن المثالي بين الفن والوظيفة العملية في الاستخدام.
  • استخدام مواد طبيعية مستدامة ذات جودة استثنائية وباهظة الثمن.
  • تطبيق تقنيات حفر دقيقة جدا على مادة العاج الصلبة والنادرة.
  • الربط بين الرمزية الدينية والاحتياجات اليومية للأسرة الحاكمة.
  • البقاء بحالة ممتازة رغم مرور آلاف السنين على تاريخ صنعها.

تأثير اكتشاف كنوز توت عنخ آمون على التاريخ

منذ أن نجح هوارد كارتر في الوصول إلى المقبرة عام 1922 والمجتمع الدولي ينظر بذهول إلى كنوز توت عنخ آمون التي غيرت مسار علم الآثار تماما بجعلها مصر محطا للأنظار العالمية بصورة مستديمة؛ فلم تكن تلك المروحة سوى قطعة واحدة من بين آلاف المقتنيات التي شملت العربات الحربية والأسرة المذهبة التي تكشف عن نظام حياة متكامل شديد التعقيد والفخامة يعجز بريقه عن الاختفاء بمرور الزمن.

تحتفظ هذه القطعة الأثرية بعبق التاريخ المصري القديم وتستقر حاليا في ردهات المتحف المصري الكبير؛ لتقدم لكل زائر قصة مجد لا ينتهي وفن صاغه مبدعون أدركوا قيمة الخلود عبر أدوات بسيطة في جوهرها لكنها عظيمة في دلالتها الحضارية والقومية.

مشاركة: