تخطي إلى المحتوى الرئيسي

رهانات كبرى.. توقعات الأسواق الناشئة تتصدر اختيارات المستثمرين خلال عام 2026 المقبل

رهانات كبرى.. توقعات الأسواق الناشئة تتصدر اختيارات المستثمرين خلال عام 2026 المقبل
A A

الأسواق الناشئة تتصدر اختيارات كبار المستثمرين في عام 2026 بعد فترة مليئة بالتحولات والتدفقات المالية الضخمة التي أعادت رسم خارطة الاستثمار العالمي؛ حيث تشهد هذه الاقتصادات تحسنا ملحوظا في أساسياتها المالية مدفوعة برغبة واسعة في تنويع المحافظ بعيدا عن الأصول الأمريكية التي سيطرت طويلا على المشهد المالي.

قوة التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة حاليا

كشفت التقارير المالية الأخيرة أن حركة رؤوس الأموال نحو الاقتصادات الواعدة سجلت أعلى مستوياتها منذ عام 2009؛ ما يشير بوضوح إلى أن الأسواق الناشئة استعادت بريقها المفقود بعد سنوات من التهميش والأداء المتواضع أمام الدولار؛ ولعل هذا الزخم يعود بشكل أساسي إلى نجاح العديد من الدول النامية في كبح جماح التضخم وإدارة مستويات الدين بكفاءة عالية أسهمت في بناء الثقة مع المؤسسات الدولية الكبرى والمستثمرين الأفراد الراغبين في عوائد مرتفعة ومستقرة نسبيا في الوقت ذاته.

تأثير الأسواق الناشئة على استراتيجيات بنوك الاستثمار

اتجهت بنوك عالمية مثل جي بي مورجان ومورجان ستانلي إلى تعديل توقعاتها لصالح الأسهم والسندات في الدول النامية؛ حيث يرى الخبراء أن الانفتاح على الأسواق الناشئة سيستفيد من الثورة التكنولوجية الحالية وموجة الاستثمارات الموجهة للذكاء الاصطناعي؛ ويمكن تلخيص العوامل الجاذبة للاستثمار في هذه المرحلة وفق النقاط التالية:

  • ضعف العملة الأمريكية الذي يدعم قيمة العملات المحلية في الدول النامية.
  • تراجع الضغوط التضخمية التي كانت تؤرق صانعي السياسة النقدية عالميا.
  • ارتفاع حصة الاقتصادات النامية في المؤشرات العالمية للأسهم والسندات.
  • البحث عن فرص نمو بعيدة عن تشبع الأسواق المتقدمة في الولايات المتحدة وأوروبا.
  • تحسن التصنيفات الائتمانية لعدد من الدول الناشئة الكبرى في آسيا وأمريكا اللاتينية.

تقييم موازين القوى في الأسواق الناشئة للعام القادم

توضح البيانات الإحصائية حجم الاستثمارات التي دخلت الصناديق المتداولة والديون السيادية؛ ما يظهر الفرق الجوهري في توجهات المستثمرين بين العام الماضي والتوقعات القادمة:

نوع الصناديق الاستثمارية قيمة التدفقات المالية
صناديق الديون في الأسواق الناشئة أكثر من 60 مليار دولار
الصناديق المتداولة للأسهم الناشئة نحو 31 مليار دولار

مخاطر محتملة تواجه الأسواق الناشئة في 2026

رغم حالة التفاؤل السائدة إلا أن بقاء الأسواق الناشئة في دائرة الضوء يتوقف على قدرتها في مواجهة تحديات الصين التي تعاني من انكماش سعري وفائض في الإنتاج يضغط على المنافسين؛ كما أن أي تغيير مفاجئ في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه الفائدة قد يؤدي إلى عودة قوة الدولار وهو ما يمثل اختبارا حقيقيا لقدرة هذه الأصول على الصمود والمحافظة على جاذبيتها في ظل تقلبات السياسة النقدية العالمية.

تؤكد المعطيات الراهنة أن التحولات الهيكلية في توزيع الأصول المالية باتت حقيقة ملموسة؛ حيث لم تعد المراهنة على الأسواق الناشئة مجرد تكتيك مؤقت بل أصبحت ضرورة استراتيجية للمستثمرين الباحثين عن التنوع؛ ومع استمرار التدفقات الأسبوعية القوية يظل الرهان قائما على نضج هذه الاقتصادات وقدرتها على تحقيق عوائد مستدامة تتجاوز التقلبات العابرة للمرحلة القادمة.

مشاركة: