سمية الألفي، الفنانة القديرة التي خاضت صراعًا مريرًا مع المرض على مدار سنوات، وتركت أثرًا لا يُمحى في الدراما العربية، رحلت عن عمر 72 عامًا، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا عميقًا وقصة حب لم تكتمل مع أحمد الفيشاوي؛ هذه الكلمات تلخص الحزن الذي اجتاح قلوب الملايين في الوطن العربي بعدما فُجعوا برحيل “الأميرة نورهان”. بالرغم من فقدانها لأكثر من 12 جنينًا، و7 عمليات جراحية في العمود الفقري، إلا أن إرادتها وحبها للفن كانا أقوى، حيث بدأت مسيرتها الفنية في السبعينيات لتصبح رمزًا من رموز جيل ذهبي لا يُنسى.
الرحيل المهيب لسمية الألفي وإرثها الفني الذي أثرى الدراما العربية
رحيل سمية الألفي عن عالمنا أحدث حالة من الحزن العميق في الأوساط الفنية والشعبية، فقد أُشيع جثمانها في واقعة مهيبة من أحد مساجد القاهرة بحضور لفيف من الفنانين ومحبيها الذين اجتمعوا لتوديع من جسدت عبق المرأة المصرية الأصيلة في أعمال خلدها الزمن مثل “ليالي الحلمية” و”بوابة الحلواني”؛ وصفها وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو بأنها من الفنانات اللاتي قدمن مسيرة فنية متميزة، بينما عبّرت فاطمة السيد، 55 عامًا، عن حنانها مؤكدة أن صوت سمية كان بمثابة الدفء الذي يملأ بيوت العرب بالحنان. عبر خمسة عقود من العطاء الفني، بقيت سمية الألفي رمزًا للتمثيل المتقن الذي يمثل جوهر الدراما العربية الأصيل.
قصة حب سمية الألفي مع أحمد الفيشاوي.. قصة مؤلمة وقلب مفعم بالندم
في حياة سمية الألفي قصة حب معقدة وملهمة مع الفنان أحمد الفيشاوي، فتلك القصة كانت محورًا هامًا في حياتها، حيث صرحت أن حبها لفيشاوي لا يشبه أي حب آخر وأن الندم على الانفصال عنه كان دائمًا يثقل قلبها؛ رغم انفصالهما، كانت دائمًا تتمنى أن تكون بالقرب منه في مرضه الأخير، تعبيرًا عنها لعلاقة ذات مشاعر جياشة بالرغم من مرارة الطلاق. في سياق حديثه، أوضح الدكتور أحمد محمود، طبيب أورام، أن سمية صمدت أمام المرض بقوة وشجاعة قلّ نظيرها، معلنًا أنها تحملت 12 حالة إجهاض قبل أن تنجب أطفالها، وعاشت معركة كفاح دائم ضد السرطان، مما جعلها رمزًا للصبر والتحدي.
القوة والإصرار في مواجهة المرض.. سمية الألفي مثال ملهم لدعم مرضى السرطان
حكاية سمية الألفي مع المرض وما واجهته من تحديات وألم تمثل درسًا ملهمًا لكل من يعاني من الأمراض المستعصية، حيث أدت إصابتها بسرطان الثدي إلى انقطاع تدريجي عن الساحة الفنية، خصوصًا بعد وفاة شقيقتها سلوى عام 2005، إلا أنها أعلنت تعافيها في 2023 مما أضفى أملًا جديدًا، قبل أن يُكتب لها الرحيل لاحقًا. قصتها تُحفز الملايين للبحث عن سبل دعم مرضى السرطان، مستلهمين من إرادتها التي لم تنكسر رغم كل ما مرت به من محطات صعبة. من خلال حبها للفن والعمل والاجتهاد في مواجهة المرض، حققت مثالًا مميزًا يُحتذى به، الأمر الذي يجعل ذكرى “الأميرة نورهان” خالدة في الذاكرة العربية.
- تضحيات سمية الألفي في حياتها الشخصية والفنية وتأثيرها على جمهورها
- الدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان مستلهمًا من تجربتها
- أهمية الحفاظ على إرثها الفني وتعليم الأجيال القادمة الفن الهادف والمحبة الحقيقية