ماذا يحدث لو أصابت صاعقة برق ناطحة سحاب؟ هذا السؤال بات محور اهتمام متابعي الفيضانات الضوئية المفاجئة التي ضربت برج خليفة في دبي، أطول مبنى في العالم، حيث تم تسجيل عدة مقاطع فيديو توثق هذه الظاهرة الطبيعية الساحرة، وخلافًا للشائع، لم تسجل أي أضرار أو إصابات رغم قوة البرق التي ضربت المبنى الشاهق.
كيفية حماية ناطحات السحاب من ضربات صاعقة البرق
تعتبر حماية ناطحات السحاب من صواعق البرق مسألة في غاية الأهمية، خصوصًا مع ارتفاع هذه المباني وغياب الحماية السليمة قد يسبب أضرارًا بالغة. يُستخدم نظام موانع الصواعق المصنوع من معدن نحاسي عالي التوصيل الكهربائي على قمم هذه المباني، حيث يُربط هذا النظام بمجموعات من الأسلاك التي تمتد للأرض لتصريف التيار الكهربائي بأمان، ولا يقتصر النظام على وصلة واحدة بل يتكون من شبكة معقدة توزع التيار الكهربائي بعيدًا عن المكونات الحساسة داخل المبنى، حسب ما جاء في موقع «ny1» الأمريكي.
يخطئ الكثيرون عندما يعتقدون أن موانع الصواعق تجذب البرق؛ فالواقع أنها بمثابة مسار موجه وأكثر أمانًا للتيار الكهربائي المصاحب لصاعقة البرق. ولأن الصواعق تتجه عادةً نحو أعلى النقاط على الأرض، تصبح ناطحات السحاب معرضة للضربات بشكل أكبر، وهذا ما يجعل وجود هذا النظام ضرورة حتمية لتلافي حدوث أضرار قد تهدد السلامة.
تفاصيل أساسية عن قوة صاعقة البرق وتأثيرها على ناطحات السحاب
صاعقة البرق ليست مجرد ومضة نور وعصف صوتي، بل تحمل داخلها كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، تفوق حرارة سطح الشمس بخمس مرات وأكثر، مما يشكل خطرًا هائلًا على الأبنية الشاهقة. لذا تُعد موانع الصواعق من الأجهزة الرئيسية التي تجنب ناطحات السحاب الأضرار التي قد تسببها هذه الظواهر الطبيعية. تعمل هذه الأجهزة على تحويل تفريغ البرق من الشكل العشوائي إلى مسار آمن يمر عبره التيار الكهربائي إلى الأرض، بعيدًا عن البنية التحتية وأجهزة المبنى.
لماذا تعتبر موانع الصواعق ضرورية لناطحات السحاب؟
هناك ثلاثة أسباب رئيسية توضح ضرورة وجود موانع الصواعق في ناطحات السحاب:
- امتصاص وتحويل شحنات البرق الضخمة بطريقة آمنة للحفاظ على هيكل المبنى
- توفير مسار كهربائي موصل للأسلاك الأرضية لتفريغ التيار دون ضرر
- تقليل مخاطر الحريق أو الأعطال الكهربائية التي قد تنجم عن ضربات البرق المباشرة
في ضوء ما سبق، فإن تجهيز ناطحات السحاب بموانع الصواعق لا يعد خيارًا بل ضرورة للحفاظ على السلامة العامة، ويشكل درعًا حماية حيويًا ضد أضرار موجات البرق الكهربائية. وعليه، يظل برج خليفة ودبي نموذجًا بارزًا في مجال التأمين ضد مخاطر الصواعق بفضل أنظمة الحماية المتقدمة التي يعتمدونها.