تأشيرة السعودية تفرض تحديات قاسية على المواطنين السودانيين في الوقت الراهن؛ حيث يضطر المئات للانتظار لمدة ثمان وأربعين ساعة متواصلة في صفوف طويلة أمام مراكز الخدمة، وذلك بهدف إتمام إجراءات دفع رسوم البصمة الحيوية المطلوبة، وسط حالة من الاستهجان الشعبي الواسع بسبب تعقيد المسارات الإدارية والمالية التي تزيد من أعباء السفر.
لماذا تزايدت أزمة تعقيد تأشيرة السعودية في بورتسودان؟
تعود جذور المشكلة الحالية إلى قرار مفاجئ يقضي بحصر سداد الرسوم داخل مركز تاشير بمنطقة الربوة حصريًا؛ مما ألغى نظام السداد السابق الذي كان يتم بسلاسة عبر البنك السعودي السوداني، وهو ما تسبب في تكدس بشري غير مسبوق تحت درجات حرارة مرتفعة في مدينة بورتسودان الساحلية، كما يبرز وجه الغرابة في اشتراط دفع الرسوم بالعملة السعودية فقط؛ بينما تسمح فروع الشركة ذاتها في دول الجوار مثل مصر وإثيوبيا بالدفع عبر العملات المحلية الوطنية، وهذا الاستثناء المحير دفع الكثير من المختصين في قطاع السفر لوصف الحالة بالفضيحة الإدارية التي تستهدف كرامة المسافر السوداني وتعطل مصالحه الحيوية بشكل مباشر ومرهق.
تداعيات اشتراط العملة الأجنبية لسداد رسوم تأشيرة السعودية
إن إلزام المواطن بتوفير الريال السعودي حصرًا يضع ضغوطًا هائلة على موارد الأفراد وقيم العملة المحلية؛ مما يؤدي إلى سلسلة من المشكلات المترابطة التي تؤثر على مختلف فئات المجتمع السوداني الراغب في السفر والعمل.
- الاضطرار للانتظار يومين كاملين في العراء بانتظار دور السداد.
- إلزامية الحضور الشخصي لكل فرد مما يعيق أصحاب المهن والطلاب.
- تعرض المسافرين لإرهاق جسدي ونفسي شديد نتيجة غياب التنظيم الرقمي.
- تكبد تجار ورجال أعمال خسائر فادحة بسبب ضياع الصفقات والوقت.
- غياب الحلول البديلة رغم وجود منصات دفع إلكترونية في الدول المجاورة.
مقارنة بين إجراءات تأشيرة السعودية في السودان ودول الجوار
يوضح الجدول التالي الفوارق الجوهرية في طريقة التعامل المالي والإداري التي يواجهها السودانيون مقارنة بجيرانهم في الدول الأفريقية الأخرى فيما يخص متطلبات السفر.
| وجه المقارنة | الوضع في السودان | الوضع في مصر وإثيوبيا |
|---|---|---|
| عملة السداد | الريال السعودي حصريًا | العملة المحلية الوطنية |
| مدة الانتظار | 48 ساعة متواصلة للسداد | إجراءات ميسرة ومنظمة |
| طريقة الدفع | مركز واحد بالربوة (كاش) | خيارات دفع متعددة وبنكية |
تستمر معاناة المسافرين الباحثين عن تأشيرة السعودية وسط صمت رسمي مقلق من الجهات السيادية والبنك المركزي؛ إذ لم تصدر أي توضيحات حول أسباب هذا التمييز ضد السودان، وتتزايد المطالبات بضرورة التدخل العاجل لإيجاد آليات دفع إنسانية تحترم كرامة المواطن وتنهي مسلسل الإذلال اليومي الذي يواجهه السودانيون أمام مراكز الخدمة المزدحمة بمدينة بورتسودان حاليًا.