الألعاب الإلكترونية باتت تشكل تحديًا حقيقيًا يواجه الأسر في الوقت الراهن بعد أن كشفت تقارير رسمية عن قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات مقابل دقائق معدودة للعبادات؛ وهو ما دفع المؤسسات الدينية للتحذير من مخاطر هذا الانغماس وتأثيره السلبي على التكوين النفسي والسلوكي للنشء وضرورة العودة لمنهج تربوي يحمي مستقبل الأجيال القادمة.
تحذيرات رسمية من إدمان الألعاب الإلكترونية
أشارت وزارة الأوقاف خلال خطابها التوعوي الأخير إلى أن استنزاف وقت الطفل في ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترات تتجاوز أربع ساعات يوميًا يعد إنذارًا بخطر جسيم يهدد البناء العقلي؛ حيث تتسلل أنماط من العنف والسلوكيات الغريبة إلى عقول الصغار تحت غطاء الترفيه الرقمي، وقد شددت الوزارة على أن إهمال الرقابة الأبوية على محتوى هذه الألعاب الذي قد يتضمن مشاهد غير لائقة أو تشجيعًا على القمار يعد مخالفة للمنهج الإسلامي الذي أمر بحماية الرعية؛ مؤكدة أن المسؤولية الأخلاقية والشرعية تحتم على أولياء الأمور التدخل الفوري لتنظيم العلاقة بين أطفالهم وبين هذه الوسائل التكنولوجية التي قد تتحول من أداة للتعلم إلى وسيلة للهدم والضياع.
آليات حماية النشء من مخاطر الألعاب الإلكترونية
وضعت الجهات المعنية مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن للأسر اتباعها لضمان عدم انجراف الأبناء خلف سلبيات الألعاب الإلكترونية وتعزيز الوعي لديهم؛ ومن أبرز هذه الإجراءات:
- تحديد جدول زمني صارم لاستخدام الأجهزة الذكية يوميًا.
- توفير أنشطة بديلة مثل القراءة والرياضة البدنية الجماعية.
- تفعيل برامج الرقابة الأبوية لمنع الوصول إلى المحتوى الضار والدموي.
- مشاركة الأطفال في نقاشات مفتوحة حول مخاطر الألعاب مجهولة المصدر.
- التركيز على بناء الوازع الديني والتربوي كحصن داخلي للطفل.
منهج نبوي لمواجهة تحديات الألعاب الإلكترونية
| المجال التربوي | الإجراء المتبع وفق السنة |
|---|---|
| بناء الشخصية | حسن اختيار الاسم والقدوة الحسنة |
| الجانب العاطفي | الرحمة والمزاح والاحتضان كما فعل النبي |
| الجانب الصحي | الاهتمام بفترة الرضاعة والنمو السليم |
| الوقاية الرقمية | الاستعاضة بالقيم الأخلاقية عن رسائل العنف |
إن الاعتماد على الهدي النبوي في التعامل مع الصغار يمثل الحل الجذري لمواجهة غزو الألعاب الإلكترونية لعقولهم؛ فالتلطف معهم والاقتداء بسيد الخلق في مداعبتهم ومسح رؤوسهم يخلق ترابطًا أسريًا يغنيهم عن الهروب إلى العوالم الافتراضية الموحشة، وقد أثبتت التجارب أن الطفل الذي يجد الاحتواء الكافي في محيطه الاجتماعي والأسري يكون أقل عرضة للتأثر بالمخاطر التي تروج لها بعض الألعاب الإلكترونية التي تهدف لتفكيك القيم.
تستوجب التطورات الحالية تضافر كافة الجهود المؤسسية والمجتمعية لنشر الوعي بمخاطر إدمان الوسائل الرقمية وتوجيه طاقات الصغار نحو البناء والتميز الرياضي والعلمي؛ لضمان نشأة سوية بعيدة عن الانعزال والاضطرابات السلوكية المرتبطة بالاستخدام المفرط لتلك الشاشات الجاذبة.