تخطي إلى المحتوى الرئيسي
إيه القصه؟

“متفوقون على الورق”.. كيف يخرج نظام التعليم السعودي طلابًا غير جاهزين لسوق العمل؟

"متفوقون على الورق".. كيف يخرج نظام التعليم السعودي طلابًا غير جاهزين لسوق العمل؟
A A

أصبح رصد الغياب اليومي للطلاب في السعودية عبر منصة نور الإلكترونية إجراءً حاسمًا يعكس تحولًا جذريًا في المنظومة التعليمية، حيث لم يعد الحضور مجرد روتين يومي بل أصبح مؤشرًا أساسيًا للالتزام والجدية، فهذه الخطوة المدروسة من وزارة التعليم تهدف إلى ترسيخ هيبة المؤسسة التعليمية وغرس قيمة الانضباط في نفوس الطلاب منذ الصغر.

تأثير رصد الغياب اليومي للطلاب على النجاح الأكاديمي

يثير النظام الجديد نقطة جوهرية قد تكون صادمة للبعض، وهي أن التفوق الدراسي وحده لم يعد كافيًا لضمان النجاح، فقد يجد الطالب المتفوق نفسه محرومًا من الانتقال للصف التالي إذا تجاوزت نسبة غيابه الحد المسموح به دون تقديم أعذار مقبولة نظاميًا، وتؤكد الوزارة من خلال هذا الإجراء الصارم أن العملية التعليمية لا تقتصر على تحصيل الدرجات المرتفعة فحسب، بل هي منظومة متكاملة من الحضور والمشاركة والتفاعل المستمر، فالطالب الذي يغيب باستمرار يفقد فرصة المشاركة في بناء المعرفة ويتحول إلى متلقٍ سلبي للمعلومات، وهذا ما يتعارض مع رؤية التعليم الحديثة التي تجعل الطالب محور العملية التعليمية، وبهذا يصبح رصد الغياب اليومي للطلاب في السعودية أداة فعالة لربط النجاح بالالتزام الشامل.

منصة نور ودورها في رصد الغياب اليومي للطلاب بدقة

لم تعد منصة “نور” مجرد بوابة إدارية لخدمات الطلاب وأولياء الأمور، بل تطورت لتصبح القلب الرقمي النابض لمنظومة الرقابة التعليمية في المملكة، حيث أصبحت مسؤولة عن التوثيق اللحظي والدقيق لكل حالة غياب أو تأخير، مما يوفر للوزارة لوحة بيانات شفافة ومتكاملة تعكس الواقع الميداني في المدارس دون أي مجال للاجتهادات الشخصية أو التهاون، وهذه البيانات لا تُستخدم للمراقبة فقط؛ بل تشكل أساسًا لبناء خطط علاجية وتوجيهية تهدف إلى معالجة ظاهرة الغياب المتكرر، وتفعيل لجان الإرشاد الطلابي لمساعدة الطلاب المتعثرين، إن الدقة التي يوفرها نظام رصد الغياب اليومي للطلاب في السعودية تضمن تحقيق أهداف استراتيجية تشمل:

  • ترسيخ مبدأ أن الحضور اليومي جزء لا يتجزأ من المسؤولية التعليمية.
  • تعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة عبر إشعارات فورية ومتابعة مستمرة.
  • بناء شخصية الطالب على قيم الانضباط واحترام الوقت والنظام.
  • توفير بيانات دقيقة لصناع القرار لتطوير السياسات التعليمية.

وهذا يجعل النظام التعليمي أكثر شفافية وقدرة على المحاسبة، ويرفع من مستوى الانضباط العام داخل المدارس بشكل ملحوظ.

فلسفة الانضباط وأهمية رصد الغياب اليومي للطلاب

إن إصرار وزارة التعليم على تطبيق هذا النظام لا ينبع من رغبة في فرض قيود شكلية، بل يستند إلى رؤية تربوية عميقة تعتبر المدرسة حصنًا للقيم ومصنعًا للأجيال الواعية والمنضبطة، فالحضور اليومي للطالب لا يؤثر على تحصيله العلمي فقط، بل يصقل شخصيته ويعلمه احترام الوقت والالتزام بالجداول الزمنية، وهي مهارات حياتية أساسية لبناء مستقبل ناجح، فالغياب المتكرر يُعد انقطاعًا عن المسار التربوي الذي يهدف إلى بناء الإنسان قبل منحه الشهادة، ولتحقيق ذلك، تم تصميم نظام رصد الغياب اليومي للطلاب في السعودية ليكون حلقة وصل فعالة بين المدرسة والأسرة، حيث يتلقى ولي الأمر إشعارات فورية بغياب ابنه، مما يحوله من مجرد متلقٍ للمعلومات إلى شريك فاعل في العملية التربوية يتحمل مسؤولية متابعة أبنائه وتصويب سلوكهم قبل تفاقمه.

وفي هذا الإطار، يتجاوز الهدف مجرد الحضور الجسدي ليشمل حماية الطلاب من الأفكار المنحرفة وتعزيز هويتهم الوطنية، فالمدرسة التي تنجح في غرس قيمة الانضباط هي الأقدر على بناء عقول متوازنة ومواطنين صالحين يساهمون في تقدم وطنهم، مما يجعل رصد الغياب اليومي للطلاب في السعودية أداة استراتيجية لتحقيق أهداف وطنية كبرى.

مشاركة:
زياد هاني
كتبها

زياد هاني

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.

عرض جميع المقالات