كرة القدم المصرية تعاني من أزمة خانقة تضرب جذورها في المنظومة الإدارية والفنية؛ حيث يرى المتخصصون أن غياب التخطيط العلمي يمثل حجر العثرة الأكبر في طريق نهضة اللعبة الشعبية الأولى، ويؤكد الناقد الرياضي فتحي سند أن ضياع المسؤولية وتداخل الأدوار بين الأندية واتحاد الكرة والرابطة تسبب في حالة من التخبط الواضح الذي يدفع ثمنه الجمهور المصري المتحمس والمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.
تداخل الاختصاصات في إدارة كرة القدم المصرية
تتوزع القرارات المصيرية بين جهات متعددة مما يؤدي إلى ضياع الهوية الإدارية داخل أروقة كرة القدم المصرية؛ فبين اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة ورابطة الأندية تضيع خطوط التماس الفاصلة بين المسؤوليات، وهذا المشهد المعقد يعطل آليات المحاسبة والشفافية ويجعل من تنفيذ مشروع رياضي متكامل أمرا بعيد المنال؛ لأن غياب التنسيق يحول النجاحات إلى مجرد طفرات وقتية لا تستند إلى أساس صلب، بينما يتم التذرع دائما ببنود اللوائح الدولية للهرب من الرقابة الحكومية الفعالة التي قد تصحح المسار المائل.
أزمة اكتشاف المواهب في بيئة كرة القدم المصرية
تحولت آليات البحث عن اللاعبين في قطاعات الناشئين إلى وسيلة تحصيل مالي تفتقر إلى النظرة الفنية المستدامة؛ مما تسبب في تهميش الفئات الموهوبة التي لا تملك القدرة المادية لدخول الأندية، والواقع كما يصفه المتابعون يوضح أن قاعدة كرة القدم المصرية أصبحت متهالكة لا توفر التربية الرياضية السليمة، ويمكن تلخيص أبرز معوقات تطوير الناشئين في النقاط التالية:
- اعتماد نظام الاختبارات القائم على رسوم الجباية المالية.
- تفضيل القدرة المادية للاعب على الموهبة الفطرية.
- غياب المشروعات القومية التي تنفذ فعليا على أرض الواقع.
- إفراغ اللوائح الرقابية من مضمونها القانوني.
- تراجع دور الكشافين في المحافظات والأقاليم البعيدة.
مقارنة النجاح بين كرة القدم المصرية والألعاب الأخرى
تحتاج كرة القدم المصرية إلى استلهام نماذج التميز من رياضات أخرى مثل كرة اليد التي استطاعت بناء نظام صارم ومستقر على مدار ثلاثة عقود؛ حيث تعتمد تلك الاتحادات على لوائح قوية وعدالة في تطبيق القرارات بعيدا عن العشوائية، والمقارنة التالية توضح الفوارق الجوهرية في أسس الإدارة:
| وجه المقارنة | التفاصيل والوضع الحالي |
|---|---|
| الاستقرار الإداري | عشوائية في القدم واستقرار طويل الأمد في اليد. |
| معايير الاختيار | القدرة المالية في القدم مقابل الكفاءة الفنية. |
| النماذج الملهمة | نجاح تجارب المغرب والأردن مقابل تعثر المشروع المصري. |
نجاح الصناعة الرياضية يتطلب رؤية شاملة تتجاوز حدود الملاعب لتشمل الجوانب الاقتصادية والتربوية؛ فالبحث عن الحلول الترقيعية لم يعد مجديا في ظل التطور السريع الذي تشهده الدول المجاورة، وتظل الدعوة قائمة لإعادة هيكلة المنظومة الكروية في مصر بالكامل لضمان استعادة الريادة التاريخية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إرث اللعبة العريق.