حقائق طبية عن إصابات “Home Alone”: كيف أثرت مشاهد العنف على شخصيات هاري ومارف؟

بينما يبدأ موسم عرض فيلم Home Alone مجددًا، تتجدد الاهتمامات حول الفيلم الكوميدي الكلاسيكي الذي يشهد مواجهة الطفل كيفن مكاليستر مع اللصين «هاري» و«مارف»، ويُعد فيلم Home Alone واحدًا من الأفلام التي تخبئ خلف لحظاتها الفكاهية حقائق طبية غامضة؛ فالنجاة المبهرة لللصوص رغم هجماتهم العنيفة تُعتبر حالة مستحيلة من الناحية العلمية، إذٍ تُظهر المشاهد الإصابات القاتلة التي كان من المفترض أن تؤدي إلى وفاة الفاعلين أو مرضهم الدائم، ما يمنح الفيلم طابعًا من الفانتازيا الطبية إلى جانب مكانته كأحد أشهر أفلام الأعياد.

إصابات خطيرة تُهدد أبطال فيلم Home Alone

يشرح آدم تايلور، أستاذ علم التشريح في جامعة لانكستر، أن اللصوص في فيلم Home Alone يخضعون لما يمكن وصفه بمعجزات طبية، نظرًا لقدرتهم غير الواقعية على النجاة من أذى عميق ناجم عن فخاخ وُضعت لهم من قبل الطفل كيفن مكاليستر، الذي جسد دوره ماكولي كولكين؛ ففي العالم الواقعي، كان من الطبيعي أن تعرضهم هذه المصائد لمثل هذه الإصابات الكارثية مثل كسور في الرقبة، وفتق في الدماغ، وحالات غيبوبة، بل ووفيات مؤكدة، كما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويؤكد أستاذ التشريح أن استمرار حياة اللصين «هاري» و«مارف» دون أعراض دائمة يُعد أمرًا يتحدى العلم، إذ أن الضرر الداخلي المحتمل خلف هذه الإصابات قد يكون مُدمّرًا حتى في حال بقاء مظاهرهم الخارجية سليمة. ومن اللافت أن الفيلم، رغم طبيعة أفلام الأعياد الدافئة، يحتوي على مشاهد عنف متسلسلة تشمل استخدام علب الطلاء، والطوب، والمراحيض المتفجرة، والأسلاك الكهربائية، وكذلك قاذفات اللهب المصنوعة يدويًا.
تضمنت مغامرات اللصوص تعرضهم للصدمات الكهربائية، والسحق تحت رفوف اللوازم، والاصطدام بالسيارات، إضافة إلى احتكاكهم بمقابض أبواب ساخنة وقاذفات اللهب التي تسبب للممثل جو بيشي حروقًا فعلية وخطيرة. كما شهد الجزء الثاني من الفيلم مشهدًا صادمًا حين تعرض «مارف» للضرب المتكرر بطوب من فوق مبنى، حيث استمر مصابًا بالصرخات والالتواءات بدلًا من فقدان الوعي، ما يعكس مستويات عنف لا يمكن للجسم البشري تحملها بسهولة.

تحليل طبي دقيق لإصابات فيلم Home Alone

يروي البروفيسور تايلور تفصيلًا طبيًا للمشاهد العنيفة في فيلم Home Alone، مسلطًا الضوء على مشهد إصابة «مارف» برأسه عند ارتطامه بكيس أسمنت يزن 45 كيلوغرامًا؛ إذ توضح الحسابات أن هذه الصدمة تُحدث قوة قاتلة تحطّم الرقبة فورًا، نظرًا لعدم قدرة الفقرات العنقية على تحمل هذا الضغط الشديد. بالإضافة إلى ذلك، تُعد الضربات الثقيلة مثل الطوب مؤدية إلى فتق دماغي خطير؛ حيث تنتقل أنسجة الدماغ المتورمة إلى مناطق غير مخصصة لها، ما يُعيق مراكز التنفس والحركة ويُفضي إلى الوفاة.
يشير التحليل كذلك إلى أن السقوط أو السحق تحت أوزان كبيرة يُلحق أضرارًا بالغة على الصدر والأوعية الدموية، يُشبَّه بحوادث سيارات عالية السرعة، وقد ينتج عن ذلك تمزق في الشريان الأورطي يؤدي إلى الموت المفاجئ. وتشمل الأضرار الأخرى الجروح الكيميائية الناجمة عن الطلاء الذي يدخل العينين ويتسبب في حروق مؤلمة، أو الإصابات الناتجة عن انغراز المسامير في القدم، الأمر الذي قد يخلف تلفًا في الأعصاب والعظام ويزيد من احتمال العدوى البكتيرية، مثل مرض الكزاز الذي يصيب الجهاز العصبي.
في فيلم Lost in New York، يشير البروفيسور إلى أن مشهد الصعق بالكهرباء لجسد «مارف» كان بعيدًا عن الواقع العلمي، معبرًا عن ذلك على أنه نوع من السادية، إذ تحتاج النجاة من مثل هذه الفخاخ إلى حظ واستجابة طبية فورية وتأهيلًا طويل الأمد، مما يفسر عدم ظهور اللصوص في إصدارات لاحقة.

مواقف لا تُنسى في مشاهد فيلم Home Alone تبرز الكلمة المفتاحية

تتضمن أبرز مواقف الفيلم التي تركز عليها نقاشات الخبراء طبيًا مشاهد تعرض اللصوص لسلسلة من الهجمات، بدأت بعلب الطلاء التي أُلقيت عليهم وانتهت بطوب يسقط عليهم من ارتفاعات شاهقة، مرورًا بمواجهتهم المراحيض المتفجرة والأسلاك الكهربائية التي تتسبب في صدمات متكررة، بالإضافة إلى استخدام قاذفات اللهب المنزلية؛ كلها لحظات حافلة بالعنف الذي يكشف التناقض بين الواقعية وقوانين الفيزياء والطبيعة البشرية.

• ألقت الفخاخ بأسلحة متعددة على اللصوص، منها الأوزان الثقيلة والكهرباء والقذائف النارية
• تعرض «مارف» لضربات متتابعة رفض فيها السقوط مغشياً عليه رغم الضرر الشديد
• تسببت قاذفات اللهب بحروق فعلية للممثل، موثقة بالصور وتقارير التصوير

يشكل هذا النمط من المشاهد أبرز عناصر التشويق التي عززت تواجد فيلم Home Alone في قلوب المشاهدين عبر سنوات عديدة، حتى مع تبني المشاهد العلمية جانبًا فريدًا يكشف المستحيل من الناحية الطبية والطبيعية.