تقنية سوباير هي الحل الهندسي الذي اعتمده المغرب لتأمين أرضيات الملاعب وضمان سير المباريات بكفاءة عالية، حيث نجحت هذه المنظومة في مواجهة التحديات المناخية التي شهدتها البلاد مؤخراً؛ مما أثار إعجاب المتابعين بقدرة المنشآت الرياضية المغربية على تصريف كميات هائلة من مياه الأمطار دون التأثير على انسيابية اللعب أو جودة العشب الطبيعي.
آلية عمل تقنية سوباير في الملاعب المغربية
تعتمد هذه التكنولوجيا الحديثة على نظام متكامل يثبت بعناية تحت التربة لمواجهة الظروف الجوية القاسية، حيث تعمل تقنية سوباير عبر شبكة معقدة من الأنابيب والمضخات التي تقوم بسحب المياه الزائدة وتصريفها بسرعة فائقة؛ مما يمنع تشكل البرك المائية التي كانت تعيق الحركة في المنافسات السابقة؛ بالإضافة إلى دورها الحيوي في تهوية جذور العشب وتنظيم درجة حرارة الأرضية لضمان بقائها خضراء ونضرة طوال فترة التنافس، وهذا التحول التقني يعكس رغبة المغرب في تقديم نسخة استثنائية من البطولة القارية تليق بسمعة الكرة الأفريقية وتطلعاتها العالمية.
خصائص نظام تقنية سوباير والقدرة الاستيعابية
يتجاوز نظام التصريف الحديث مجرد سحب المياه إلى كونه بنية تحتية هندسية ذكية تضمن استدامة الصيانة، وتبرز أهم مميزات تقنية سوباير في النقاط التالية:
- استبدال الوسائل التقليدية اليدوية بأنظمة آلية مخفية تحت الأرض.
- القدرة على استيعاب وترشيح كميات من المياه تتراوح بين 600 ألف ومليون و200 ألف لتر.
- توفير بيئة مثالية للجذور عبر الموازنة الدقيقة بين مستويات الهواء والرطوبة.
- القدرة على العمل في أصعب الظروف المناخية دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.
- استخدام كتل بلاستيكية متشابكة تعمل كخزانات وفلاتر طبيعية للأرضية.
مقارنة بين تقنية سوباير والوسائل التقليدية السابقة
| وجه المقارنة | الوسائل التقليدية | نظام سوباير الحديث |
|---|---|---|
| سرعة التصريف | بطيئة وتعتمد على الممسحات | فورية عبر مضخات آلية |
| جودة العشب | يتضرر بسبب ركود المياه | محمية بفضل التهوية المستمرة |
| السعة التخزينية | محدودة جداً وتسبب فيضاناً | تصل لمليون و200 ألف لتر |
ملعب الرباط كنموذج رائد لتطبيق تقنية سوباير
يمثل ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط علامة فارقة في تطوير المنشآت الرياضية، حيث يعد الصرح الأول في القارة السمراء الذي يستفيد من مزايا تقنية سوباير المتقدمة، وهو ما وضعه في مصاف الملاعب العالمية الكبرى مثل ملعب ويمبلي الشهير في لندن، حيث يضمن هذا التجهيز الفني العالي صمود الأرضية أمام الأمطار الغزيرة التي قد تتزامن مع المواعيد الكبرى، وهو ما ظهر جلياً في جاهزية الميدان خلال المباريات الافتتاحية التي جمعت المنتخب المغربي بمنافسيه دون تسجيل أي عوائق تقنية أو تأجيلات طارئة.
يعكس الاعتماد على هذه الحلول الفنية المتطورة رؤية المغرب العميقة في الاستثمار الرياضي المستدام، حيث لم تعد جودة الملاعب مجرد مظهر خارجي بل منظومة تقنية متكاملة تمنع تكرار الدروس القاسية للماضي، وتؤكد الجاهزية التامة لاحتضان الفعاليات الدولية الكبرى في بيئة احترافية تضاهي المعايير المتبعة في أكبر الدوريات العالمية.