برد الأزيرق اسم ارتبط في الموروث الشعبي بأقسى موجات الصقيع التي تضرب المنطقة خلال فترات المربعانية والشبط، حيث يشير الخبير الفلكي خالد الزعاق إلى أن هذه الرياح تتسبب في تحول ألوان الأطراف للزرقة نتيجة حدة البرودة، وهي كتل هوائية قطبية زاحفة من صحراء سيبيريا ومنطقة القطب الشمالي البعيدة لتسكن في جسد الشتاء الإقليمي.
منشأ ومواعيد اندفاع برد الأزيرق الق قطبي
تعتبر الكتل الهوائية المسببة لهذه الظاهرة مستوردة من أشد بقاع الأرض انخفاضا في درجات الحرارة وليست وليدة الظروف المحلية، حيث تقطع هذه الرياح القارسة آلاف الأميال لتصل في مواعيد فلكية محددة ترتبط بموسمي المربعانية والشبط سنويا، ورغم أن هذه المواعيد قد تشهد زحزحة طفيفة في أوقات نادرة إلا أن انخفاضات برد الأزيرق تظل الضيف الأثقل الذي يفرض سطوته على الأجواء وتتحول معه السماء إلى اللون الأزرق الصافي نتيجة غياب السحب وتأثير الرياح الشمالية الهائجة التي تطرد الرطوبة وتفتح المجال للصقيع المباشر ليلامس الأجساد بقوة غير معتادة.
سنوات تاريخية شهدت قسوة برد الأزيرق في المنطقة
وثقت السجلات المناخية فترات تاريخية لم تغادر ذاكرة الأجيال بسبب الانهيار الحاد في مؤشرات الحرارة وتأثيرها المباشر على نمط الحياة اليومية للسكان، ويمكن تلخيص أبرز تلك المحطات التي سجلت حضورا طاغيا لموجات برد الأزيرق عبر الجدول التالي:
| العام الميلادي | التفاصيل التاريخية للموجة |
|---|---|
| 1964م | موجة صقيع تاريخية محفورة في وجدان الكبار. |
| 1972م | تحطيم أرقام قياسية في انخفاض الحرارة. |
| 1989م | حالة استثنائية فرضت تكيفا معيشيا طارئا. |
| 2008م | مؤشرات حرارية هبطت للمستويات الأدنى منذ عقود. |
العلاقة بين صفاء السماء وقوة برد الأزيرق
يفسر المختصون سر التسمية بالارتباط البصري بين لون السماء والبرودة، فكلما كانت السماء أكثر صفاء وزرقة دل ذلك على سيطرة تامة للرياح الشمالية التي تمنع تكوّن السحب، وهو ما يهيئ الظروف المثالية لوقوع برد الأزيرق الذي يخترق العظام ويدفع الناس للبحث عن وسائل التدفئة التقليدية والحديثة، وتتضح ملامح هذه الموجات من خلال خصائص ثابتة تتكرر مع كل موسم شتوي عنيف ومنها:
- هبوب رياح شمالية جافة تمتاز بسرعات عالية أحيانا.
- اختفاء تام للسحب الركامية والمنخفضة من الأفق.
- انخفاض مفاجئ وسريع في درجات الحرارة الصغرى.
- تكون الصقيع على المسطحات المكشوفة في الساعات المتأخرة.
- تحول ملمس الهواء إلى حدة تشبه نصل السكين على البشرة.
تؤكد التحذيرات الفلكية الأخيرة أن مجابهة برد الأزيرق تتطلب استعدادات خاصة تختلف عن موجات البرد العابرة؛ نظرا لمصدرها السيبيري الذي لا يرحم والمؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة، مما يجعل مراقبة التحولات الجوية ضرورة قصوى لتفادي الأخطار الناتجة عن الانهيارات الحرارية الكبيرة في هذا التوقيت من العام.