تخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجارب دولية ملهمة.. كيف تستفيد شركات التأمين من نماذج اليونان والبرازيل؟

تجارب دولية ملهمة.. كيف تستفيد شركات التأمين من نماذج اليونان والبرازيل؟
A A

شركات التأمين في السوق المصرية تخوض مرحلة محورية لإعادة صياغة استراتيجياتها المحلية بالاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في التوسع والشمول؛ إذ كشفت التقارير الدولية أن فجوة الحماية لم تعد مجرد ضعف في الطلب بل هي نتيجة لعدم ملاءمة الحلول المطروحة للواقع المجتمعي، وهو ما دفع شركات التأمين للبحث عن نماذج مرنة تواكب تغيرات الدخل والمخاطر.

تأثير اليونان والبرازيل على شركات التأمين المحلية

تشير دراسة الحالات الناجحة إلى أن تغيير الثقافة الاستهلاكية يبدأ من معالجة فجوات الحماية بشكل ملموس؛ ففي اليونان مثلًا تم التركيز على تحفيز الأفراد عبر ربط التغطيات بامتيازات ضريبية وحماية الممتلكات من الكوارث، أما في البرازيل فقد اتجهت شركات التأمين نحو المناطق الأكثر احتياجًا والنزول المباشر للمجتمعات منخفضة الدخل، وقد أثبتت مبادرة مبادرة مابفري في العشوائيات أن تصميم منتجات بسيطة تغطي استمرارية المشروعات الصغيرة أو النفقات الأساسية يرفع من معدلات الإقبال بشكل غير مسبوق؛ حيث يمكن للسوق المصري محاكاة هذا النموذج عبر تعميق التعاون مع البريد والجمعيات الأهلية لتصل خدمات شركات التأمين إلى قلب الريف والحضر كأداة حماية يومية للأسر البسيطة.

كيف تقتبس شركات التأمين حلول التكلفة من أفريقيا؟

فيما يتعلق بضبط التكاليف وجعل الخدمات في متناول الجميع، تبرز تجارب كينيا وزامبيا كأدلة قوية على نجاح النماذج البارامترية التي تعتمد على المؤشرات الرقمية بدلاً من المعاينات التقليدية الطويلة؛ وهو ما يساعد شركات التأمين على تقليل المصاريف الإدارية وسرعة صرف التعويضات خاصة في القطاع الزراعي، ويمكن تلخيص أبرز الدروس المستفادة في النقاط التالية:

  • ربط التغطيات الزراعية بمدخلات الإنتاج لضمان وصول الخدمة للمزارعين مباشرة.
  • اعتماد مؤشرات الطقس كمعيار آلي لصرف التعويضات دون الحاجة لتقدير بشري.
  • تطوير وثائق تأمين متناهي الصغر تتناسب مع الدخول اليومية المتقلبة.
  • تفعيل الشراكات مع مؤسسات التمويل الأصغر لتسهيل تحصيل الأقساط.
  • استخدام التقنيات الرقمية في الوصول لشرائح سكانية في المناطق النائية.

تكامل الأدوار بين الدولة ومكاتب شركات التأمين

عند الحديث عن المخاطر الكبرى تظهر التجربة اليابانية كنموذج فريد للشراكة بين القطاع العام والخاص؛ حيث ساهم تقاسم المخاطر الجسيمة بين الحكومة وبين شركات التأمين في توفير تغطيات شاملة ضد الزلازل والكوارث الطبيعية بأسعار معقولة، ويبرز الجدول التالي مقارنة لأساليب التطبيق الدولية المعاصرة:

الدولة النموذج الآلية المستخدمة
البرازيل التأمين المجتمعي المباشر
اليابان الشراكة الحكومية في الكوارث
كينيا التأمين القائم على المؤشرات

تدرك شركات التأمين اليوم أن الطريق لسد فجوة الحماية يمر عبر الابتكار في قنوات التوزيع وليس فقط عبر تعديل الأسعار؛ فمصر تمتلك بنية تنظيمية قوية تتيح استيعاب تلك النماذج العالمية وتطويعها بما يخدم الاقتصاد الوطني، ومع استمرار تطوير المنتجات المرتبطة بالمناخ والمحاصيل فإن شركات التأمين ستتمكن من تحويل التحديات الراهنة إلى فرص نمو مستدام يعزز ثقة المواطن في المنظومة المالية.

مشاركة: