إعادة تركيب مركب خوفو الثانية تمثل أحد أضخم التحديات الأثرية المعاصرة التي يشهدها المتحف المصري الكبير؛ حيث بدأت فرق العمل المتخصصة في تجميع أجزاء هذا الأثر التاريخي النادر الذي يروي صفحات من عظمة الهندسة في الدولة القديمة، في وقت تسخر فيه الدولة المصرية كافة الإمكانيات التقنية والعلمية لضمان خروج هذا العمل الفني إلى النور بأفضل صورة ممكنة تعكس مهارة المرمم المصري وقدرته على التعامل مع القطع العضوية الهشة والمعقدة.
الجدول الزمني ومراحل إعادة تركيب مركب خوفو الثانية
تتطلب عملية إعادة تجميع هذا الأثر النادر فترة زمنية تصل إلى أربع سنوات متواصلة من العمل الدقيق والمستمر؛ وذلك نظرًا لضخامة المشروع الذي يضم حوالي 1650 قطعة خشبية خضعت لعمليات فحص وترميم مسبقة، وتتم كافة هذه المراحل داخل أروقة المتحف المصري الكبير لتوفير بيئة تحكم مناخي مثالية تحمي الأخشاب من أي عوامل تعرية أو تغيرات جوية قد تؤثر على سلامة الهيكل الإنشائي للسفينة الجنائزية العريقة.
| المرحلة | مدة التنفيذ المقدرة |
|---|---|
| التوثيق والترميم الأولي | مكتملة |
| بدء التجميع النهائي | جارية حاليًا |
| إتمام المشروع الكلي | 4 سنوات |
الأسلوب العلمي المتبع في التعامل مع مجمعات مركب خوفو
تعتمد استراتيجية العمل الحالية على تجميع القطع فوق هيكل معدني صمم خصيصًا ليتحمل الأوزان الضخمة ويحاكي الشكل الأصلي الذي كانت عليه السفينة في عهد الدولة القديمة؛ كما يحرص الخبراء على تسجيل كل خطوة في مسار إعادة تركيب مركب خوفو الثانية وفق أحدث المعايير الدولية في توثيق الآثار، مما يجعل من هذا المشروع مدرسة واقعية لتدريب الكوادر الشابة على فنون التعامل مع الأخشاب القديمة وتثبيتها بوسائل غير ضارة بالبيئة الأثرية.
أبرز مكونات مشروع إعادة تركيب مركب خوفو الثانية
يتضمن المشروع مجموعة من العناصر الهيكلية واللوجستية التي تضمن نجاح المهمة الأثرية الكبرى ولعل أهمها ما يلي:
- استخدام أنواع خاصة من الروافع الهيدروليكية لتحريك الأجزاء الثقيلة بدقة.
- تطبيق تقنيات المسح الليزري ثلاثي الأبعاد لتحديد الأماكن الدقيقة لكل قطعة.
- الاعتماد على مواد لاصقة وتقوية طبيعية تتناسب مع طبيعة خشب الأرز الأثري.
- إتاحة الفرصة للزوار لمشاهدة المرممين أثناء عملهم عبر حاجز زجاجي شفاف.
- توفير نظام إضاءة بارد لا يبعث حرارة تؤثر على رطوبة الألياف الخشبية.
يمثل هذا المشروع تطورًا مذهلًا في قطاع الترميم الأثري بمصر، حيث تتحول قاعة العرض إلى ورشة عمل حية يراقبها العالم للتعرف على سر خلود الصناعة المصرية القديمة. إن الانتهاء من دمج هذه القطع الموزعة سيوفر للزائرين تجربة بصرية فريدة تربط بين الماضي العريق والتقنيات الحديثة في الحفاظ على التراث الإنساني العالمي.