تحركات أسعار الذهب العالمي شهدت قفزة نوعية خلال الأسبوع المنصرم بنسبة بلغت 4.5%؛ حيث تمكن المعدن الأصفر من بلوغ ذروة تاريخية غير مسبوقة عند مستوى 4550 دولاراً للأونصة بعد أن استهل تعاملاته الأسبوعية من نقطة 4340 دولاراً للأونصة، واستقرت التداولات في نهاية الأسبوع عند حدود 4533 دولاراً، محققاً بذلك سلسلة من المكاسب المتواصلة التي عززت من جاذبيته في الأسواق الدولية والمحلية، ودفعت المستثمرين نحو مراقبة التطورات بدقة وعناية فائقة.
أسباب الارتفاع الملحوظ في تحركات أسعار الذهب العالمي
تضافرت عدة عوامل جيوسياسية واقتصادية أدت إلى استمرار الزخم الصاعد للمعدن النفيس للأسبوع الثالث على التوالي؛ إذ نجحت تحركات أسعار الذهب العالمي في تجاوز الحاجز النفسي الهام البالغ 4500 دولار للأونصة بفضل الطلب المتزايد في ظل ظروف عدم اليقين، وقد ساهمت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا في تغذية مخاوف الأسواق بشأن إمدادات الطاقة واستقرار الصادرات النفطية، مما جعل المستثمرين يهرعون لتأمين محافظهم المالية عبر شراء أصول الملاذ الآمن التي تتصدرها سبائك الذهب، وهذا التكالب الشرائي وضع السعر أمام مستويات مقاومة فنية جديدة تطلبت مراقبة دقيقة من المحللين الماليين لتحديد اتجاهات السيولة القادمة بناءً على الأحداث الميدانية والسياسية المؤثرة في المشهد العالمي.
تسعير الذهب في الأسواق المحلية والعيارات المتداولة
شهدت الأسواق المصرية تأثراً مباشراً بهذه الموجة العالمية من الارتفاعات، مما أدى إلى تسجيل مستويات سعرية قياسية للجرام بمختلف عياراته، ويوضح الجدول التالي الأسعار الحالية المسجلة في محلات الصاغة المصرية:
| العيار أو الصنف | السعر بالجنيه المصري |
|---|---|
| ذهب عيار 21 | 6040 جنيهاً |
| ذهب عيار 18 | 5177 جنيهاً |
| الجنيه الذهب | 48320 جنيهاً |
العوامل المؤثرة على تحركات أسعار الذهب العالمي حالياً
ارتبطت القفزة الأخيرة بمجموعة من المعطيات الميدانية التي حالت دون تراجع الأسعار رغم وصولها لمناطق التشبع الشرائي، وتتلخص أهم هذه النقاط في العناصر الآتية:
- الضغوط الأمريكية المستمرة على صادرات النفط الفنزويلية التي أربكت حسابات العرض والطلب.
- احتمالات تأثر النمو الاقتصادي العالمي بالاضطرابات الإقليمية في أمريكا اللاتينية.
- تراجع الثقة النسبية في العملات الورقية أمام التحوط بالذهب في أوقات الأزمات.
- استمرار النشاط الشرائي القوي من قبل البنوك المركزية العالمية لتعزيز احتياطياتها النقدية.
- تفاعل الأسواق السريع مع تقارير التضخم ومؤشرات أسعار المستهلكين في القوى الاقتصادية الكبرى.
تؤكد المعطيات الراهنة أن تحركات أسعار الذهب العالمي ستبقى رهينة التطورات السياسية بين القوى العظمى ومدى قدرة الأسواق على استيعاب المستويات السعرية المرتفعة؛ فبينما يرى البعض في الأسعار الحالية فرصة للبيع وجني الأرباح، يواصل آخرون المراهنة على صعود إضافي مدفوع بالتوترات التي لا تلوح لها نهاية قريبة في الأفق القريب.