تخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقترح برلماني جديد.. تحرك في مصر لتقنين الألعاب الإلكترونية ومواجهة مخاطر تعفن الدماغ

مقترح برلماني جديد.. تحرك في مصر لتقنين الألعاب الإلكترونية ومواجهة مخاطر تعفن الدماغ
A A

الألعاب الإلكترونية أصبحت في الوقت الراهن محور حياة الكثير من الأطفال والمراهقين بعد أن تجاوزت حدود الترفيه البسيط لتصبح مؤثرًا عميقًا في التكوين النفسي والسلوكي؛ مما أثار قلقًا واسعًا بشأن التبعات الصحية والذهنية التي قد تترتب على هذا الانغماس المستمر خاصة مع ظهور مصطلحات تحذر من تدهور القدرات العقلية.

مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على القدرات الذهنية

تشير الدراسات النفسية والتربوية إلى أن الإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية قد يؤدي إلى حالة يطلق عليها مجازيًا تعفن الدماغ؛ وهي تسمية تعبر عن تدهور الحصيلة المعرفية وضعف القدرة على التفكير المنطقي والتحليل العميق نتيجة التعرض الكثيف لمحتويات سريعة الوتيرة تمنح إثارة فورية، ويوضح الخبراء أن هذا النمط الاستهلاكي يجعل الدماغ يعتاد على مستويات عالية من التحفيز؛ مما يجعل المهمات التقليدية مثل الدراسة أو القراءة تبدو شاقة ومملة للغاية مقارنة بتلك التجربة الافتراضية الصاخبة، ولا تقتصر الأضرار على الجانب المعرفي بل تمتد لتشمل زيادة حدة الانفعالات والميل نحو العزلة الاجتماعية والانسحاب من الواقع؛ وهو ما يضع الأسر أمام تحديات كبرى في التعامل مع جيل يجد هويته داخل الشاشات فقط.

كيف تساهم الألعاب الإلكترونية في تغيير السلوك المعتاد؟

تتعدد الآليات التي تؤثر بها هذه المنصات على الجهاز العصبي والسلوك العام للمستخدمين الصغار؛ حيث يمكن تلخيص أبرز هذه التأثيرات في النقاط التالية:

  • ضعف الانتباه وتشتت التركيز بسبب الاعتياد على الإثارة البصرية والسمعية المتلاحقة.
  • اضطراب نظام الدوبامين في الدماغ مما يقلل الاستمتاع بالأنشطة الحياتية الطبيعية والواقعية.
  • تراجع مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة نتيجة الاعتماد على سرعة البديهة فقط.
  • تأثر جودة النوم والذاكرة بسبب الضوء الأزرق المنبعث والسهر لساعات متأخرة أمام المنصات.
  • زيادة مستويات القلق والتوتر والعصبية خاصة عند ممارسة الألعاب التي تتسم بالعنف المنافي للقيم.

تحركات تشريعية لتقنين منصات الألعاب الإلكترونية وحماية النشء

في ظل هذه التطورات برزت تحركات برلمانية رسمية تهدف إلى وضع أطر قانونية صارمة تنظم عمل منصات الألعاب الإلكترونية في المجتمع؛ حيث تقدمت عضو بمجلس الشيوخ بمقترح يطالب بتقييد أوضاع بعض التطبيقات والمنصات الشهيرة مثل روبلوكس وغيرها لحماية المنظومة الأخلاقية والتربوية، ويهدف هذا التحرك إلى ضمان بيئة رقمية آمنة تمنع استغلال الأطفال وتحد من المخاطر النفسية والسلوكية التي تهدد استقرارهم؛ فالدعوة إلى التقنين ليست معادية للتطور التقني بل هي وسيلة دفاعية لضمان أن تظل التكنولوجيا أداة للتعلم والترفيه المنضبط دون أن تتحول إلى مصدر للأمراض العقلية أو السلوكية.

نوع التأثير التوصيف السلوكي المتوقع
التأثير الذهني ضعف الذاكرة قصيرة المدى وتراجع التحصيل الدراسي.
التأثير النفسي زيادة حدة التوتر والميل إلى الانطواء بعيدًا عن الأسرة.

تسعى هذه المبادرات البرلمانية إلى خلق توازن بين الانفتاح الرقمي والحفاظ على الصحة العقلية للأجيال القادمة؛ حيث يمثل تنظيم الألعاب الإلكترونية خطوة استباقية لمنع تفاقم الأزمات السلوكية، إن تكاتف الجهود التشريعية مع الرقابة التربوية من شأنه تعزيز الوعي المجتمعي حول الاستخدام الرشيد للوسائل التقنية وضمان نمو الأطفال في بيئة صحية بعيدة عن الانحرافات الرقمية.

مشاركة: