تخطي إلى المحتوى الرئيسي
إيه القصه؟

لماذا تراهن كبرى الشركات العالمية الآن على اقتصاد السعودية؟

حمود أبو طالب
A A

يمثل تدشين أول منشأة لـ تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، خطوة فارقة تعيد تشكيل مستقبل الرعاية الصحية المتقدمة، فهذا الإنجاز لا يقتصر على توفير أحدث العلاجات لآلاف المرضى فحسب، بل يؤسس لمرحلة جديدة من الاكتفاء الذاتي في قطاع طبي بالغ التعقيد، ويعزز من مكانة السعودية كقوة بحثية مؤثرة على الساحة الدولية.

أهداف منشأة تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة

تتجاوز أهداف هذا المشروع الطموح مجرد كونه إضافة للبنية التحتية الصحية، فهو يرتكز على رؤية استراتيجية واضحة تسعى إلى توفير العلاج المتقدم لعدد هائل من المرضى داخل حدود المملكة، مما ينهي معاناة السفر للخارج بحثًا عن علاجات نادرة ومكلفة؛ ومن الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن تحقق هذه المنشأة وفورات مالية ضخمة تصل إلى 8 مليارات ريال سعودي بحلول عام 2030، وهو رقم يعكس حجم التكاليف التي كانت تُنفق سابقًا على استيراد هذه التقنيات، كما تهدف المنشأة إلى تغطية ما يقارب 9% من الطلب المحلي المتزايد، مما يمثل خطوة أولى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي، ويشمل الإنتاج الأولي تقنيات متطورة ومُعقدة تعتمد بشكل أساسي على توطين المعرفة في مجال **تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة**، والتي تتضمن مراحل إنتاج دقيقة.

  • إنتاج علاجات مناعية متقدمة تعتمد على الخلايا التائية (CAR-T cells).
  • تطوير العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية.
  • تصنيع وتطوير تقنيات النواقل الفيروسية المستخدمة في العلاج الجيني.

ولن يتوقف الطموح عند هذا الحد، حيث من المخطط أن تتوسع عمليات المنشأة مستقبلًا لتشمل تقنيات أكثر تقدمًا مثل تحرير الجينات، بالإضافة إلى إنتاج خلايا الكبد وخلايا جزر البنكرياس، وهو ما يفتح آفاقًا علاجية جديدة لأمراض وراثية ومناعية كانت تعتبر مستعصية في السابق، مما يؤكد أن جهود **تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة** تسير وفق خطة متكاملة.

أهمية توطين تقنيات تصنيع العلاجات الجينية والخلوية المتقدمة

قد يبدو هذا الخبر علميًا بحتًا للوهلة الأولى، لكن أبعاده تتخطى ذلك بكثير، فهو يعكس قصة نجاح وطنية بُنيت على عمل دؤوب وهادئ لسنوات طويلة، فتقنيات العلاج الجيني والخلافي لا تتوفر عادة إلا في الدول التي تمتلك تاريخًا طويلًا في الأبحاث الطبية المتقدمة وبنية تحتية ضخمة، وهذا بالضبط ما عملت المملكة على تحقيقه بصبر ومثابرة، حيث استثمرت في الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية ونقلها وتوطينها، ولم يكن نجاح **تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة** ليتحقق لولا تهيئة أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة، التي أصبحت اليوم قادرة على مواكبة كل جديد في مجالاتها، بل والمساهمة بفاعلية في الأبحاث العالمية وإضافة بصمتها الخاصة، وكل ذلك أصبح ممكنًا بفضل توفير بيئة بحثية متكاملة ومحفزة على الابتكار، مما يثبت أن الرؤية كانت واضحة منذ البداية نحو تحقيق الريادة في أكثر المجالات العلمية تعقيدًا.

مستشفى الملك فيصل التخصصي وريادته في تصنيع العلاجات الخلوية

يأتي هذا الإنجاز النوعي ليضاف إلى سجل حافل من النجاحات التي حققتها منظومة الرعاية الصحية في المملكة خلال فترة زمنية قياسية، وهو ما تمت الإشارة إليه على هامش ملتقى الصحة العالمي الذي استضافته الرياض مؤخرًا، حيث تمثل قصة الصحة في السعودية نموذجًا فريدًا للتطور السريع المدعوم بالأدلة والشواهد الملموسة، وما نشهده اليوم من تدشين لمنشأة **تصنيع العلاجات الجينية والخلوية في المملكة** هو إنجاز طبي غير مسبوق على المستويين العربي والإقليمي، ويؤكد هذا الحدث على المكانة الرائدة التي يتمتع بها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والذي لا يعد مجرد مستشفى بل مؤسسة رعاية صحية أكاديمية متكاملة، حيث تم تصنيفه في المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الخامس عشر عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية لعام 2025، وهذا التصنيف العالمي يعزز من ثقل هذا المشروع ويضعه في سياقه الصحيح كخطوة استراتيجية نحو المستقبل.
إن هذه المنجزات النوعية ليست مجرد طموحات مستقبلية، بل هي حقائق راسخة تتجسد على أرض الواقع، وتؤكد على المسار الصحيح الذي تسلكه المملكة في بناء مستقبل صحي مستدام ومبتكر لأجيالها القادمة، مما يعزز الفخر الوطني بهذه القفزات الحضارية.

مشاركة:
زياد هاني
كتبها

زياد هاني

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.

عرض جميع المقالات