أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة مع المسافرين، وهي خطوة مبتكرة تم الكشف عنها خلال ملتقى الصحة العالمي الذي أقيم في الرياض، حيث تستهدف هذه المبادرة، التي دشنها الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور هشام بن سعد الجضعي، إلى تبسيط الإجراءات وتعزيز تجربة القادمين إلى المملكة العربية السعودية عبر توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الرقابة.
ما هي خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة وكيف تعمل؟
تعتبر **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** نقلة نوعية في أساليب الرقابة الصحية على المنافذ، حيث تنتقل من النموذج التقليدي المعتمد على الفحص اليدوي إلى نظام استباقي ذكي يعتمد على تحليل البيانات، وقد صُممت الخدمة خصيصًا للتغلب على التحديات الشائعة مثل بطء الإجراءات وصعوبة التحقق من الوصفات الطبية المكتوبة بخط اليد أو بلغات مختلفة، وتعمل الخدمة على أتمتة عملية المطابقة بين الأدوية التي يحملها المسافر وحالته الصحية المسجلة، مما يضمن دقة وسرعة فائقتين في اتخاذ القرار، ويدعم النظام أكثر من 50 لغة عالمية، وهو ما يزيل حاجز اللغة ويعزز كفاءة التواصل مع الزوار من مختلف أنحاء العالم، وبالتالي فإن هذه الخدمة لا تقتصر على تسهيل الإجراءات فحسب، بل ترفع من مستوى الأمان الصحي في المملكة.
الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة
يكمن جوهر فعالية **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** في اعتمادها الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والتي تم تطويرها محليًا بالكامل بجهود كوادر وطنية متخصصة في معمل الذكاء الاصطناعي “سيل” التابع للهيئة، ويمثل هذا الإنجاز مخرجًا ملموسًا للمعمل الذي أطلقته الهيئة في شهر فبراير الماضي بهدف تعزيز الابتكار ودعم التحول الرقمي في القطاع، ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل صور الوصفات الطبية وفك رموزها بدقة عالية، ومن ثم مطابقتها مع قواعد البيانات الخاصة بالأدوية المقيدة، مما يسرّع العملية بشكل كبير ويقلل من احتمالية الخطأ البشري، ويعكس هذا التطور التزام الهيئة بالاستثمار في التقنيات الناشئة لرفع كفاءة عملياتها الرقابية وتقديم خدمات عالمية المستوى. من أبرز ما تسعى **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** لتحقيقه ما يلي:
- تسريع إجراءات دخول المسافرين الحاملين للأدوية المقيدة.
- تقليل الأخطاء الناتجة عن صعوبة قراءة الوصفات الطبية.
- تحسين تجربة الزوار والقادمين إلى المملكة بشكل عام.
- تعزيز الرقابة الاستباقية المبنية على تحليل البيانات.
- دعم التحول الرقمي في منظومة الخدمات الصحية والرقابية.
إن توظيف هذه التقنيات المتقدمة يضع **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** في مصاف الأنظمة الرقابية الحديثة عالميًا.
أهداف خدمة راصد وتكاملها مع رؤية المملكة 2030
تتجاوز أهداف **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** مجرد تسهيل الإجراءات اليومية، لتتكامل مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع للمملكة، حيث تسعى الهيئة من خلال هذه الخدمة إلى بناء شراكات قوية ومستدامة مع مختلف الجهات الحكومية والشركات التقنية الرائدة، بهدف خلق منظومة صحية متكاملة ومترابطة، وتعد هذه المبادرة جزءًا لا يتجزأ من مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، وهو أحد البرامج الرئيسية المنبثقة من رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقديم خدمات صحية عالية الكفاءة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، وتبرهن **خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة** على التزام المملكة بتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للخدمات الصحية، قائم على الابتكار والكفاءة والرقمنة.
يمثل إطلاق خدمة راصد لتنظيم دخول الأدوية المقيدة خطوة محورية نحو تحديث المنظومة الرقابية الصحية، كما أنها تعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة تتبنى أحدث التقنيات لخدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة، مما يمهد الطريق لمزيد من الابتكارات المستقبلية في القطاع.