تخطي إلى المحتوى الرئيسي

صفقة بمليارات الليرات.. حزب الله يتسلم 340 مليون دولار مقابل تنازلات سياسية مدوية

صفقة بمليارات الليرات.. حزب الله يتسلم 340 مليون دولار مقابل تنازلات سياسية مدوية
A A

حزب الله ينهار تدريجياً في مشهد سياسي يعيد للأذهان سيناريوهات تاريخية معقدة؛ حيث كشفت تقارير مطلعة عن تدفق مبالغ مالية ضخمة بلغت ثلاثمائة وأربعين مليون دولار إلى خزائنه مقابل تقديم تنازلات ميدانية وسياسية وصفت بأنها الأكبر منذ لحظة التأسيس الأولى للمنظمة؛ تعكس هذا التحول الجذري في بنية اتخاذ القرار.

تداعيات المبالغ المالية على مسار حزب الله

تشير المعطيات الميدانية إلى أن الأموال تدفقت عبر مسارين متباينين؛ إذ جاءت الدفعة الأولى وقيمتها تسعون مليون دولار عبر الخزينة اللبنانية لصالح مجلس الجنوب؛ بينما تشكلت الدفعة الثانية من قرض البنك الدولي بقيمة مائتين وخمسين مليون دولار تحت غطاء إعادة الإعمار الجزئي؛ مما يضع حزب الله أمام واقع جديد يتطلب مرونة غير مسبوقة في التعامل مع الشروط الدولية؛ خاصة وأن هذه المبالغ ارتبطت بآلية تفتيش ذاتي تسمح بمراقبة المنازل وتوثيق العمليات بدقة؛ وهو ما كان يمثل في السابق خطوطاً محظورة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.

مصدر التمويل القيمة بالمليون دولار
الخزينة اللبنانية (مجلس الجنوب) 90 مليون
قرض البنك الدولي 250 مليون

تحولات استراتيجية في بنية حزب الله الميدانية

لم يتوقف الأمر عند التمويل؛ بل امتد ليصل إلى موافقة طهران على نقل عمليات نزع السلاح إلى مناطق شمال الليطاني مع بداية العام الجديد؛ الأمر الذي يبرز كيف بدأ حزب الله يخلي موقعه القيادي في الجنوب امتثالاً لضغوط إقليمية هائلة؛ حيث تتضمن هذه التفاهمات إصدار بيانات رسمية تؤكد الانسحاب الكامل؛ رغم وجود تباين في وجهات النظر بين قيادات الحرس الثوري والتيارات المتصارعة في الداخل؛ مما أدى إلى تسارع الخطوات الإجرائية التالية:

  • القبول بتفتيش المنازل بشكل دوري ومنظم.
  • توثيق العمليات العسكرية بشفافية أمام المراقبين.
  • إخلاء المراكز الحيوية في منطقة جنوب الليطاني.
  • الالتزام بجدول زمني لنزع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
  • التنسيق مع القوى الدولية لضمان عدم العودة للمربع الأول.

تشابه حالة حزب الله مع تجربة صدام حسين

يعاني التنظيم حالياً من حصار خانق يجعله يشبه حالة نظام صدام حسين في فترات ضعفه الأخيرة؛ حيث تفرض المسيرات رقابة لصيقة تشبه مناطق الحظر الجوي؛ مما يسهل عمليات التجريد من القدرات الدفاعية؛ وفي ظل هذا التراجع يبرز صراع النفوذ بين التحالفات الدولية التي تسعى لرسم خارطة المنطقة من جديد؛ بينما يحاول حزب الله المناورة بين القوى الكبرى والبحث عن موطئ قدم وسط مطحنة التوازنات التركية والسعودية والإيرانية المتقاطعة؛ سعياً منه لتقليل الخسائر الناتجة عن تآكل نفوذه وبداية مرحلة التفكك التدريجي.

يعيش الحزب حالياً مخاضاً عسيراً يدفعه للتخلي عن ثوابته التاريخية مقابل البقاء السياسي؛ في ظل متغيرات دولية لا ترحم الضعفاء وتفرض واقعاً جديداً على الخارطة اللبنانية.

مشاركة: