مارتن كوبر هو المهندس والفيزيائي الأمريكي الذي نحتفي بذكرى ميلاده اليوم؛ إذ يمثل هذا التاريخ ولادة العقل المدبر الذي منح البشرية وسيلة تواصل لم تكن تخطر على بال أحد قبل عقود طويلة، فقد ولد هذا المبتكر في ديسمبر عام ثمانية وعشرين وتسعمائة وألف؛ ليكون الرجل الذي سيقود فريقا بحثيا ويحول الخيال العلمي إلى واقع ملموس غير شكل الحضارة المعاصرة.
بدايات مارتن كوبر ورؤيته الشخصية للهواتف
تمحورت رؤية هذا المهندس الفذ حول ضرورة تحرير الإنسان من القيود الجغرافية والأسلاك؛ فبينما كانت الشركات تتسابق لتطوير هواتف السيارات الثقيلة، كان صاحبنا يؤمن بأن الاتصال يجب أن يتبع الفرد أينما ذهب وليس مكانه، وهو ما دفع فريق العمل في شركة موتورولا الشهيرة إلى العمل ليل نهار لتحقيق هذا التطلع التقني الفريد؛ ليخرج العالم بأول جهاز لاسلكي يمكن حمله باليد دون الحاجة لتوصيلات أرضية معقدة أو بنية تحتية ضخمة كانت تحصر الاتصالات في الزوايا الضيقة أو داخل مقصورات المركبات الخشبية والمعدنية.
تفاصيل إجراء أول مكالمة هاتفية عبر المحمول
في يوم مشهود من ربيع عام ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف، وقف مارتن كوبر في قلب شوارع مدينة نيويورك المزدحمة ليجري اختبارا عمليا أمام المارة والجمهور؛ حيث أمسك بهاتف يزن نحو كيلوجرام واحد وضغط على الأرقام بتركيز عال ليحقق أول مكالمة هاتفية في التاريخ عبر جهاز جوال، وكان الطرف الآخر في تلك المكالمة هو منافسه اللدود في شركة معامل بل، حيث أراد كوبر أن يعلن تفوق فريقه بشكل عملي ونبرة واثقة؛ مؤكدا أن عهد الهواتف الثابتة قد بدأ في الانحسار أمام هذه الثورة اللاسلكية التي كانت لحظة ميلاد حقيقية لصناعة تقدر قيمتها اليوم بمليارات الدولارات.
تطورات الأجهزة منذ عهد مارتن كوبر
| المرحلة الزمنية | الميزة التقنية الأبرز |
|---|---|
| مطلع السبعينيات | ظهور أول جهاز محمول بوزن ثقيل. |
| فترة التسعينيات | تصغير حجم الهواتف وبداية الرسائل النصية. |
| الألفية الجديدة | دخول عصر الهواتف الذكية وتصفح الإنترنت. |
منجزات مارتن كوبر في مسيرة الاتصالات
تجاوز تأثير هذا الاختراع مجرد إجراء محادثات صوتية عابرة؛ فقد مهد الطريق لنمو اقتصادي واجتماعي اعتمد على النقاط التالية في مسيرته:
- تحطيم احتكار الهواتف الثابتة والمثبتة داخل السيارات.
- تطوير تقنيات الترددات التي تسمح بتعدد المستخدمين في آن واحد.
- تقليص حجم المكونات الإلكترونية لتصبح مناسبة للجيب الصغير.
- إرساء القواعد الأولى لشبكات الجيل الأول وما تلاها من أجيال.
- ربط المليارات من البشر في المناطق النائية بالشبكة العالمية.
ساهمت الابتكارات التي قدمها مارتن كوبر في تغيير أنماط العمل والحياة اليومية بشكل جذري؛ فلم يعد الناس مرتهنين بالانتظار بجانب أجهزة الهاتف المنزلية، بل أصبح العالم بأسره متاحا بلمسة زر في أي وقت ومكان، مما يكرس اسم هذا المهندس كأحد أعظم المبتكرين الذين أثروا بوضوح في تاريخ البشرية الحديث.