تخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحيل نجل الموسيقار.. الموت يغيب الابن الأصغر لمحمد عبد الوهاب في القاهرة

رحيل نجل الموسيقار.. الموت يغيب الابن الأصغر لمحمد عبد الوهاب في القاهرة
A A

وفاة أحمد الابن الأصغر لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب جاءت وفق ما أعلنته شقيقته السيدة عفت؛ حيث ودعت الأسرة الصغير الذي ينتمي إلى سلالة فنية عريقة أرست قواعد الموسيقى العربية المعاصرة لعقود طويلة؛ إذ تركت هذه المغادرة المفاجئة حالة من الحزن في الوسط الثقافي والاجتماعي المصري الذي لا يزال يرتبط وجدانيًا بكل ما يخص اسم هذا الفنان التاريخي الذي لقب بالنهر الخالد وشكل وجدان الملايين.

أثر رحيل نجل صاحب النهر الخالد على الأوساط الفنية

يمثل غياب أحمد نجل محمد عبد الوهاب فصلاً حزينًا في سيرة عائلة فنية لم يغب ذكرها يومًا عن الساحة؛ فالجمهور الذي ارتبط بموسيقى الأب وجد في أبنائه امتدادًا لذلك الزمن الجميل؛ فقد رحل الأب في مطلع التسعينيات مخلفًا وراءه ثروة من الألحان التي شدا بها كبار المطربين؛ بينما ظلت أسرته تحافظ على هذا الإرث بعيدًا عن صخب الأضواء أحيانًا وفي قلب الاهتمام أحيانًا أخرى؛ حيث تتجدد ذكراه مع كل فقد أو احتفال يخص أحد أفراد عائلته الذين استمدوا مكانتهم من تاريخ حافل بالإبداع؛ إذ لم يكن والدهم مجرد ملحن بل كان مؤسسًا لمدرسة موسيقية غيرت وجه الغناء في الشرق الأوسط.

تاريخ حافل بالتفاصيل الفنية لمسيرة محمد عبد الوهاب

بدأت الرحلة الفنية التي قادها الموسيقار محمد عبد الوهاب من أروقة الفرق المسرحية البسيطة وصولًا إلى قمة الهرم الفني في الوطن العربي؛ حيث تدرج في دراسة الموسيقى وتعلم العزف على آلة العود بمعهد الموسيقى العربية ليتحول من مؤدٍ في الكورال إلى عملاق يضع الألحان لقصائد أمير الشعراء وأعظم الأصوات العربية؛ ويمكن تلخيص محطات هذه المسيرة عبر الجدول التالي:

المرحلة الزمنية النشاط الفني الأبرز
مرحلة البدايات 1917 الغناء بفرقة فوزي الجزايرلي والانضمام لنادي الموسيقى الشرقية
فترة الثلاثينيات انطلاق العمل في السينما والإذاعة والتمثيل في أفلام شهيرة
مرحلة النضج التعاون الفني مع أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونخبة من النجوم

بصمات محمد عبد الوهاب في تطوير الموسيقى والسينما

تعددت إسهامات محمد عبد الوهاب لتشمل الغناء واللحن والتمثيل السينمائي؛ فكان أول من أدخل مفاهيم عصرية على الأغنية المصرية؛ وهو ما يفسر استمرار ألحانه حتى اليوم بين الأجيال المتعاقبة؛ وتوضح النقاط التالية أبرز تحولاته المهنية:

  • العمل بمنصب مدرس للأناشيد في مدرسة الخازندار توازيًا مع دراسته الأكاديمية.
  • الانضمام لفرق مسرحية كبرى مثل فرقة علي الكسار ونجيب الريحاني.
  • اللقاء التاريخي بسيد درويش الذي منحه فرصة الغناء بفرشته الخاصة بمرتب شهري.
  • بطولة سبعة أفلام سينمائية من بينها الوردة البيضاء ويحيا الحب.
  • صياغة ألحان خالدة لأصوات نجاة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وفيروز.

رحلت الأسماء وبقيت الألحان شاهدة على عصر ذهبي كان فيه محمد عبد الوهاب المحرك الأساسي للإبداع؛ واليوم مع توديع نجله الأصغر يستعيد الجميع ذكريات فنان أثرى الوجدان العربي بأعمال لن يمحوها الزمن؛ ليبقى اسمه دومًا رمزًا للفن الرفيع الذي يجمع بين الأصالة والتجديد في كل نوتة موسيقية قدمها.

مشاركة: