ثورة في التسلل.. فيفا يناقش تطبيق قانون فينجر الجديد لإنهاء الجدل التحكيمي

قانون فينجر يمثل اليوم نقطة التحول الأكثر إثارة للجدل والاهتمام في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث يسعى صناع القرار إلى تغيير المفهوم التقليدي للتسلل لمنح المهاجمين حرية أكبر في التحرك وتسجيل الأهداف؛ مما ينهي عصر التدقيق الممل في السنتيمترات التي تعطل متعة اللعب وتلغي أهدافًا بداعي تقدم بسيط لا يمنح أفضلية حقيقية.

تأثير قانون فينجر على فلسفة الهجوم المعاصر

يتلخص المقترح الجديد في تغيير المعيار الحالي لاحتساب المخالفة؛ إذ لن يعتبر المهاجم متسللًا إلا إذا تجاوز جسده بالكامل آخر مدافع في الفريق المنافس، وهذا التوجه الذي يدعمه أرسين فينجر يهدف إلى معالجة الإحباط الناتج عن تدخلات تقنية الفيديو التي تلغي أهدافًا بسبب تقدم إصبع القدم أو الكتف بمقدار ملميترات قليلة؛ مما يعيد الامتياز للمهاجم الذي يمتلك السرعة والذكاء في التمركز خلف الخطوط الدفاعية، ومن المتوقع أن يؤدي تطبيق قانون فينجر إلى زيادة ملحوظة في معدل الأهداف المسجلة خلال المباريات؛ الأمر الذي يراه جياني إنفانتينو خطوة ضرورية لزيادة جاذبية كرة القدم أمام الأجيال الجديدة التي تبحث عن الإثارة المستمرة والنتائج الكبيرة.

خطوات اعتماد قانون فينجر في المسابقات الرسمية

بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم بالفعل في وضع خارطة طريق واضحة لنقل هذه الفكرة من مجرد مقترح نظري إلى واقع ميداني ملموس عبر سلسلة من الخطوات التنظيمية:

• إجراء تجارب ميدانية مكثفة في بطولات الشباب بالسويد وإيطاليا لتقييم التأثير الفني.
• تحليل البيانات الناتجة عن الاختبارات لضمان عدم تأثر التوازن بين الهجوم والدفاع.
• عرض التوصيات الفنية على مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بصفته المسؤول عن التشريع.
• الحصول على موافقة الجمعية العمومية بعد استعراض تقارير الخبراء والحكام.
• تحديد فترة انتقالية لتثقيف المدربين واللاعبين حول كيفية التعامل مع المساحات الجديدة.

توقعات الخبراء حول مستقبل قانون فينجر

تشير التقارير الصحفية الإسبانية إلى أن مشروع قانون فينجر بات أقرب من أي وقت مضى للتنفيذ الفعلي بعد أن نال مباركة القيادات العليا في منظومة فيفا، وقد أكد إنفانتينو خلال القمة الرياضية في دبي أن التطور الطبيعي للعبة يفرض إعادة النظر في القواعد التي استمرت لعقود دون تغيير جوهري؛ إذ إن جعل التسلل مشروطًا بتقدم اللاعب كليًا سيقضي على الكثير من التوقفات ويوحد معايير التحكيم في غرف تقنية الفيديو، وبما أن التجارب الأولية في بطولات الفئات السنية قد حققت نتائج مشجعة؛ فإن الاعتماد النهائي بات مسألة وقت لضمان ظهور النسخة الأكثر حيوية من كرة القدم في المونديال القادم.

تستعد الملاعب العالمية لاستقبال هذه الثورة التكتيكية التي ستغير وجه الخطط الدفاعية للأبد؛ حيث سيضطر المدربون لابتكار أساليب جديدة لإيقاف المهاجمين في ظل القواعد المرنة، ويبقى الرهان على قدرة الحكام والتقنيات الحديثة في التكيف السريع مع هذه التحولات الجذرية لضمان العدالة الكاملة لجميع أطراف اللعبة الأكثر شعبية.