النادي الأهلي يمثل جزءاً أصيلاً من تاريخ الدولة المصرية وهويتها الثقافية، ولم يكن مجرد مؤسسة رياضية بل كياناً اجتمع في حبه المبدعون، وتعد كوكب الشرق أم كلثوم واحدة من أبرز الرموز التي ارتبطت وجدانياً بهذا الكيان العريق، حيث جسدت علاقتها بالنادي نموذجاً فريداً من العشق والانتماء الصادق على مر العقود.
بداية علاقة كوكب الشرق بكيان النادي الأهلي
تعتبر فاطمة إبراهيم البلتاجي، الشهيرة بلقب أم كلثوم، من أوائل السيدات اللاتي حصلن على عضوية النادي الرسمية بعد فتح الباب للعنصر النسائي في عام ألف وتسعمائة وستة عشر؛ حيث كان النادي الأهلي يمثل لها البيت والسكينة؛ وقد أظهرت كوكب الشرق ولاءً كبيراً للفريق من خلال تخصيص مكافآت مالية لمن يبشرها بانتصاراته في المباريات المختلفة؛ لتعكس بذلك شغفاً نادراً لم تكن تخفيه وسط المحافل الفنية الكبرى التي كانت تحييها بانتظام.
تأثير النادي الأهلي على مسار أم كلثوم الفني
لم يقتصر دور سيدة الغناء العربي على التشجيع المعنوي فقط، بل امتد ليشمل دعماً مادياً ولوجستياً ساهم في تطوير البنية التحتية للقلعة الحمراء؛ فقد أحيت أم كلثوم سلسلة من الحفلات السنوية التي خصصت إيراداتها بالكامل لصالح مشروعات النادي؛ مما مكن الإدارة في ذلك الوقت من تشييد مرافق هامة تعيش حتى يومنا هذا؛ ويمكن تلخيص مساهماتها التاريخية في النقاط التالية:
- بناء حمام السباحة الأول داخل مقر النادي بالجزيرة.
- تمويل إنشاء مدرجات ملعب التتش التاريخي من أرباح حفلاتها.
- إحياء الحفلات السنوية للنادي الأهلي منذ عهد أحمد حسنين باشا.
- الحصول على العضوية الشرفية مدى الحياة بقرار من مجلس الإدارة.
- المشاركة في تحكيم مباريات ودية جمعت قدامى نجوم الفريق.
حكاية لقب صاحبة العصمة داخل أسوار النادي الأهلي
شهد النادي الأهلي واحدة من أخلد اللحظات في تاريخ مصر الحديث حين حضر الملك فاروق حفلاً غنائياً في ليلة العيد عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين؛ حيث ارتجلت أم كلثوم بعض الكلمات تحية للملك الذي منحها حينها وسام الكمال من الدرجة الثالثة؛ وهو التكريم الذي جعل الصحافة تطلق عليها لقب صاحبة العصمة تقديراً لمكانتها الفنية؛ وارتبط هذا اللقب بالقلعة الحمراء التي كانت شاهدة على هذا التقدير الملكي الرفيع.
| المناسبة | التفاصيل التاريخية |
|---|---|
| تاريخ الميلاد | 31 ديسمبر 1898 في الدقهلية |
| لقب النادي الأهلي | نادي الوطنية والأصل التاريخي |
| أمنية كوكب الشرق | أن تكون حارساً لمرمى الأهلي |
عبرت أم كلثوم في مذكراتها عن أمنيتها الشخصية بأن تكون حارساً لمرمى النادي الأهلي لو لم تسلك طريق الفن؛ مبررة ذلك بأن الحارس يدافع عن الأرض والعرض مثل الفلاح الذي يحمي أرضه؛ لتظل قصة حبها للنادي الأهلي حكاية ملهمة تمزج بين الفن والرياضة والوطنية في أسمى صورها.