تخطي إلى المحتوى الرئيسي

انهيار الدول.. لماذا يتراجع دعم حق الشعوب في استقلال اليمن والمنطقة؟

انهيار الدول.. لماذا يتراجع دعم حق الشعوب في استقلال اليمن والمنطقة؟
A A

حق الشعوب في الاستقلال يمثل قضية جوهرية تتصادم مع تعقيدات المشهد السياسي في الشرق الأوسط؛ حيث تبرز التناقضات الصارخة بين الرغبة الشعبية في تقرير المصير وبين الرفض الإقليمي الصارم لتغيير الحدود القائمة؛ وهو ما يتجلى بوضوح في اليمن الذي يعيش حالة من التفتت المستمر منذ عقود طويلة عجزت خلالها المشاريع الوحدوية عن تقديم حلول مستدامة.

أسباب رفض حق الشعوب في الاستقلال بالمنطقة

تتعدد الدوافع التي تجعل القوى السياسية ترفض حق الشعوب في الاستقلال رغم الشواهد القوية على انهيار النظم المركزية؛ إذ يرى الخبراء أن العقل السياسي العربي يعاني من حالة تكرار وتدوير للأزمات عوضاً عن مواجهتها بجرأة؛ حيث يتمسك القادة بكيانات حدودية فقدت قدرتها على حماية المواطن أو تقديم الخدمات الأساسية له بينما تظل الحكومات التي تمتلك اعترافاً دولياً عاجزة عن فرض سيادتها داخل الحدود الفعلية؛ ما يجعل المطالبة بفك الارتباط تواجه بحرب إعلامية وسياسية شعواء تعتبرها تهديداً للأمن القومي بدلاً من كونها نتيجة طبيعية لفشل الدولة المركزية في استيعاب المكونات المتعددة.

خريطة النفوذ وتأثيرها على حق الشعوب في الاستقلال

تعيش اليمن اليوم واقعاً منقسماً يثبت تآكل مفهوم الدولة الموحدة ويجعل البحث في حق الشعوب في الاستقلال ضرورة ملحة؛ حيث تسيطر قوى متباينة الأهداف والأيديولوجيات على جغرافيا البلاد وفق التقاسيم التالية:

  • العاصمة صنعاء تخضع بشكل كامل لسيطرة جماعة الحوثيين وتعمل ككيان منفصل إدارياً.
  • محافظة مأرب تدار بواسطة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين بعيداً عن السلطة المركزية.
  • مدينة تعز تعيش حالة من الانقسام العسكري الذي يفصل أحياءها بحواجز قماشية وعسكرية.
  • المناطق الجنوبية تسعى لاستعادة دولتها السابقة هرباً من الفراغ السياسي المستمر.
  • الحكومة الشرعية تمارس مهامها من الخارج وتفتقر للأدوات السيادية على الأرض.

تداعيات إنكار حق الشعوب في الاستقلال باليمن

إن الإصرار على تجاهل مطالب حق الشعوب في الاستقلال يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات المسلحة؛ فمنذ حرب صيف عام 1994 التي فرضت الوحدة بالقوة العسكرية لم يستقر اليمن بل تحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والمحلية؛ مما جعل الصيغ السياسية القديمة غير صالحة للتعامل مع معطيات القرن الحادي والعشرين؛ فالاستقرار الحقيقي لا يأتي عبر دمج كيانات متنافرة قسرياً بل من خلال الاعتراف بالواقع السياسي والاجتماعي الجديد الذي تشكل عبر سنوات الحرب الطويلة.

المرحلة الزمنية الواقع السياسي المرتبط بالاستقلال
ما قبل 1990 دولتان ذات سيادة في الشمال والجنوب
مرحلة 1994 فرض الوحدة بالقوة العسكرية وتهميش الاستقلال
الوضع الراهن انهيار الدولة وتحولها إلى كانتونات متصارعة

إن مقاربة حق الشعوب في الاستقلال في هذا السياق ليست دعوة للتجزئة؛ بل هي محاولة واعية لتفكيك دوامة الفشل التاريخي التي أفرزت حروباً لا تنتهي؛ فالبحث عن حلول واقعية تحترم إرادة السكان والمكونات السياسية والاجتماعية يظل السبيل الوحيد للخروج من حالة التيه السياسي الممتد منذ ثلاثة عقود دون نتائج ملموسة.

مشاركة: