الفضة تصدرت المشهد المالي العالمي في عام 2025 محققة قفزات تاريخية غير مسبوقة؛ حيث فرض المعدن الأبيض نفسه كأقوى الأصول أداءً متفوقاً على الأدوات الاستثمارية التقليدية بما فيها الذهب في مراحل زمنية مختلفة، وقد دخلت الأسواق في موجة صعود هيكلية أدت إلى مكاسب تجاوزت مئة وخمسين بالمئة على أساس سنوي.
سر الصعود القياسي لأداء الفضة خلال العام
استمر زخم الارتفاعات المتتالية على مدار تسعة أشهر كاملة في مشهد لم تألفه الأسواق من قبل؛ إذ نجحت الفضة في تحطيم كافة المستويات السعرية السابقة وصولاً إلى ذروة تاريخية بلغت واحدًا وسبعين دولاراً وسبعين سنتاً للأونصة الواحدة عند إغلاق التداولات الأسبوعية، ويعزو الخبراء هذا التحول نحو الفضة إلى تداخل العوامل الجيوسياسية مع التغيرات الاقتصادية التي عززت من جاذبية المعادن النفيسة كملاذ آمن وقوي.
أسباب زيادة التدفقات نحو الفضة الاستثمارية
لعبت الصناديق المتداولة دوراً جوهرياً في تحفيز الأسعار من خلال ضخ سيولة ضخمة تجاوزت أرقام الأعوام الماضية؛ حيث شهد النصف الأول من العام الجاري تدفقات صافية بلغت قرابة خمسة وتسعين مليون أونصة من الفضة، وهو ما رفع إجمالي الحيازات العالمية إلى مستويات شاهقة تعكس رغبة المستثمرين في التحوط ضد التضخم وتقلبات العملات، وقد ساهمت العوامل التالية في تشكيل هذا الوعي الاستثماري الجديد:
- تصنيف الإدارة الأمريكية للمعدن كعنصر حيوي واستراتيجي.
- زيادة وتيرة الشراء من قبل البنوك المركزية والمؤسسات المالية.
- تراجع الثقة في بعض العملات الورقية نتيجة التقلبات الاقتصادية.
- النقص الواضح في المعروض المستخرج من المناجم العالمية.
تأثير الطلب الصناعي على مستقبل الفضة
لا يتوقف الأمر عند الجانب الاستثماري فحسب بل يمتد إلى الاحتياج الصناعي المتزايد كون الفضة ركيزة أساسية في التحول التكنولوجي؛ حيث استحوذت القطاعات الصناعية على نحو ستين بالمئة من إجمالي الطلب العالمي الذي تخطى حاجز المليار أونصة، وتوضح البيانات التالية حجم الفارق بين عامين من حيث الأداء والطلب وتأثير ذلك على سعر الفضة في السوق الدولية:
| المؤشر الاقتصادي | بيانات عام 2024 | إنجازات عام 2025 |
|---|---|---|
| سعر الأونصة الأقصى | مستويات متوسطة | 77.1 دولار |
| نسبة النمو السنوي | نمو مستقر | 150% |
| إجمالي الحيازات | أقل من مليار | 1.13 مليار أونصة |
ارتبط هذا الانفجار السعري بصعوبات لوجستية وتحديات واجهت شركات التعدين مما أثار مخاوف من عجز في التوريد العالمي؛ الأمر الذي يدفع أسعار الفضة نحو آفاق جديدة في ظل الاعتماد المتنامي عليها في صناعة الألواح الشمسية ومكونات السيارات الكهربائية الحديثة، لتبقى الفضة الضمانة الحقيقية للنمو الاقتصادي والصناعي في المرحلة المقبلة.