بابا نويل في البورصة تجلى بوضوح في تحركات المستثمرين خلال الأسبوع المنصرم؛ حيث شهدت أروقة سوق الأوراق المالية زخما ملحوظا تزامن مع اقتراب عطلات أعياد الميلاد المجيد، وقد عكس هذا المشهد رغبة قوية لدى المؤسسات الأجنبية في تعزيز محافظهم المالية واقتناص الفرص المتاحة، مما أعطى دفعة معنوية ومادية للمؤشرات قبل بدء الإجازات الرسمية المقررة.
توزيع القوى الشرائية وتأثير بابا نويل في البورصة المصري
سيطرت تعاملات المستثمرين المحليين على أغلب التداولات بنسبة تجاوزت اثنين وتسعين بالمئة من إجمالي حركة الأسهم المقيدة؛ في حين ظهرت لمسات بابا نويل في البورصة من خلال توجه الأجانب نحو الشراء بصافي قيمة بلغت مئة وتسعة ملايين جنيه مصري، وعلى النقيض من ذلك فضل المستثمرون العرب اتخاذ جانب البيع بصافي تعاملات سلبية تجاوزت أربعمئة واثنين وعشرين مليون جنيه، وهو ما يشير إلى تباين الاستراتيجيات الاستثمارية بناء على الظروف الموسمية والاحتياجات النقدية لكل فئة من المتعاملين، وتوضح الأرقام التالية تفاصيل هيكل الملكية والتعاملات خلال الفترة المذكورة:
- نسبة استحواذ المصريين بلغت نحو 92.3% من السوق.
- حصة تعاملات العرب استقرت عند حدود 4.2%.
- المستثمرون الأجانب سجلوا حضورا بنسبة 3.5%.
- صافي مشتريات الأجانب تجاوز 109 مليون جنيه.
- إجمالي مبيعات العرب وصل إلى 422.3 مليون جنيه.
العوائد السوقية وفلسفة بابا نويل في البورصة هذا العام
حققت القيمة السوقية الإجمالية مكاسب لافتة وصلت إلى ثمانية وعشرين مليار جنيه لتستقر عند مستويات تاريخية تقترب من ثلاثة تريليونات جنيه مصري؛ ويعزو الخبراء هذا النمو الذي بلغت نسبته واحدا بالمئة إلى حالة التفاؤل المرتبطة بظاهرة بابا نويل في البورصة التي تدفع الأسعار نحو الارتفاع، وقد شملت هذه المكاسب المؤشر الرئيسي الذي نما بنسبة تتجاوز الواحد بالمئة؛ بالإضافة إلى مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة الذي شهد تحسنا ملموسا في أدائه العام، ويعرض الجدول الآتي ملخصا لحركة رأس المال السوقي وتطوره:
| المؤشر السوقي | القيمة الحالية (تريليون) | نسبة النمو الأسبوعي |
|---|---|---|
| رأس المال السوقي الإجمالي | 2.951 | 1% |
| المؤشر الرئيسي للبورصة | 1.597 | 1.2% |
| مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة | 0.718 | 1.1% |
تحولات السيولة ومؤشرات بابا نويل في البورصة على المدى الطويل
رغم النشاط الحالي الذي أطلقه بابا نويل في البورصة قبيل الكريسماس؛ إلا أن الأرقام التراكمية منذ بداية العام تظهر اتجاها مختلفا تمثل في تخارجات كبرى للأجانب والعرب، حيث سجلت صافي تعاملات الأجانب منذ مطلع السنة بيعا بقيمة تسعة مليارات جنيه؛ بينما بلغت مبيعات العرب ثمانية مليارات جنيه تقريبا، مما يسلط الضوء على أهمية الطفرات السعرية الأخيرة التي يحاول فيها المشترون الجدد الاستفادة من أسعار الأسهم المغرية لتحسين أداء محافظهم قبل إغلاق الميزانيات السنوية.
تظل ظاهرة بابا نويل في البورصة محطة جوهرية في تقويم أسواق المال، فهي تمنح المستثمرين فرصة لالتقاط الأنفاس وتحقيق توازنات سعرية بعد رحلة طويلة من التقلبات، وبقاء رأس المال السوقي عند مستويات مرتفعة يمهد الطريق لمرحلة جديدة من التداولات القوية خلال العام المقبل.