المخرج داوود عبد السيد الذي غادر عالمنا بعد مسيرة حافلة ترك خلفه إرثا سينمائيا فريدا ارتبط بوجدان الجمهور العربي والمصري؛ حيث عانى الراحل في أيامه الأخيرة من أزمة صحية حادة تتعلق بمرض الكلى أدت إلى وفاته وسط حالة من الأسى طالت الوسط الثقافي والسينمائي بأسره.
رحيل المخرج داوود عبد السيد بعد صراع مع المرض
أعلنت الكاتبة كريمة كمال عن فقدان زوجها المخرج داوود عبد السيد عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ لتبدأ موجة من الرثاء لرجل لم يكن مجرد مخرج عابر بل كان يلقب بفيلسوف السينما المصرية نظرا لعمق القضايا التي يطرحها وتفرده في صياغة الحوار واختيار الكادرات؛ إذ شهدت السنوات الماضية صراعا مريرا للراحل مع تدهور وظائف الكلى مما جعله يبتعد عن الساحة الفنية تدريجيا مكتفيا بما قدمه من روائع شكلت وجدان أجيال كاملة من محبي الفن السابع بجوانبه الإنسانية والفلسفية العميقة.
المحطات الأخيرة في حياة داوود عبد السيد المهنية
شكل عام ٢٠٢٢ الظهور الأخير الذي أطل فيه المخرج داوود عبد السيد على جمهوره من خلال حوار تلفزيوني استعرض فيه فوزه بجائزة النيل الكبرى؛ وتطرق الحديث حينها إلى تاريخه الطويل ورؤيته للسينما الحالية مقارنة بالعصر الذهبي الذي كان أحد أعمدته؛ حيث اتسمت إجاباته بالهدوء والرصانة المعهودة عنه وهو ما جعل محبيه يستعيدون هذه اللحظات في وداعه الأخير؛ خاصة وأن المخرج داوود عبد السيد كان دائما ما يفضل الابتعاد عن الأضواء إلا في حالات نادرة تتعلق بتكريم فني أو نقاش فكري جاد يضيف للمشهد الثقافي.
| أبرز الجوائز | التفاصيل والمناسبات |
|---|---|
| جائزة النيل | أرفع وسام تكريمي في الدولة للفنون |
| جوائز المهرجانات | تكريمات دولية ومحلية عن أفلامه المتفردة |
بصمة المخرج داوود عبد السيد في الوجدان السينمائي
تتجلى عبقرية المخرج داوود عبد السيد في قدرته الفائقة على دمج المشاهد داخل عوالمه الدرامية الخاصة؛ حيث لم يكتفِ بمهمة الإخراج بل كان كاتبا بارعا للسيناريو يعرف كيف ينسج التفاصيل النفسية لشخصياته المعقدة؛ ومن أهم السمات التي ميزت أعمال المخرج داوود عبد السيد خلال تاريخه الطويل ما يلي:
- التركيز على القضايا الوجودية والهموم الذاتية للإنسان.
- القدرة على خلق لغة بصرية تدمج الواقع بالخيال.
- الاهتمام بكتابة سيناريوهات عميقة تتجاوز السطحية.
- بناء الشخصيات المهمشة وإعطاؤها بعدا فلسفيا.
- تحقيق توازن دقيق بين الفن الجماهيري والسينما النخبوية.
فقدت الساحة الفنية بوفاة المخرج داوود عبد السيد واحدا من أهم صناع السينما الذين لم يتنازلوا يوما عن جودة أعمالهم الفنية؛ وستظل أفلامه مادة خصبة للدراسة والتحليل في المحافل السينمائية والمهرجانات التي طالما احتفت به؛ فهو المبتكر الذي استطاع أن يسكن وجدان الملايين عبر شاشات العرض بصدقه وإيمانه بقيمة الفن.